مقال : المستنقع الفكري

0 التعليقات

بقلم: حسان بوليزاريو

نشب خلاف إيديولوجي فكري حاد خلال القرن الماضي خصوصا النصف الأول منه بين المفكرين العرب المحافظين السلفيين والمدافعين عن القواميس الاخلاقية و الرعشات الرعوية الساذجة وبين رواد التحليل العلمي السيسيولوجي والتقدمي،وكتب أحد المعاصرين في قولة شهيرة ـــــــ احتمى ابوك بالنصوص فدخل اللصوص ـــــــ في إشارة إلى ما طبع عهد انحطاط الحضارة العربية وانكباب العلماء والمثقفين العرب على اجترار النصوص السلفية فقاموا بالتفسير، وتفسير التفسير، والشرح ،وشرح الشرح وغفلوا عن بناء الأنساق العلمية والتكنولوجية وفقدوا مجارات الحضارة الكونية...... وكتبت الباحثة الأنثروبولوجية نوال السعداوي قولتها الشهيرة :ــــــ شرف الرجل العربي بين فخذي إمرأة ــــــ وكان ذلك لمهاجمة ألأخلاق البالية ورغم أنها بعيدة عن أن تكون مسيسة إلا أنها كانت تحمل جوهرا إيديولوجيا يمكن أن يستعمله صناع الديماغوجية لكي يخلو منه أزمة في زمان ومكان محددين. ولكي أبسط هذه الفكرة لا بد لي ان أعرج على بعض الأمثلة إليك عزيزي القارئ أولها.
ــــــ كنت في بداية التسعينيات من القرن الماضي اعرف طفلة صغيرة جميلة ،برعم في السنة الخامسة أو السادسة من عمرها .
وبعد أن طردني الغزو من المناطق المحتلة وبعد سنوات علمت سنة 2005 أن الطفلة الجميلة الصغيرة قد أصبحت شابة وأنها قد اعتقلت لمشاركتها في الإنتفاضة . تمر السنوات بسرعة البرق ولا نلتفت إليها إلا من خلال الأطفال الذين يحولهم التطور البيولوجي إلى نساء ورجال.
وفي هذه السنة وجدة تلك الطفلة وقد ذبل كل جمالها ولم يبقى منها إلا ملامح العفة والطهارة وهي تعاني مرض خبيث نتج عن ظروف اعتقاله ،حكت لي فقالت: اعتقلوني كما تعرف أنت وعذبوني بالطرق التي تعرفها انت واغتصبني على الأقل أربع جلادين وبعد ذلك اغتصبوني بالعصا البلاستيكية التي يستعملها الجلادين في التعذيب وانا مستعدة ان ادلي بشهادتي أمام كل من يستطيع مساعدة شعبي لأن شرفي  وكرامتي هي إستقلال شعبي وعودتنا كلنا إلى ديارنا منتصرين وفعلا قدمت هذه الشهادة أمام منبر من مائتين وسبعة وثلاثين نسمة من الصحراويين وتوقعت ان تٌحْدِثَ شهادتها ضجة هائلة في أدوات التواصل الإجتماعي وخاب ظني . 
وبعد أيام قليل رأيت الناس ينتفضون لنشر صور لفتاة عارية (رغم انني لا اتفق على نشرها) إلا انني حاولت ان أقيم العلاقة أو المقارنة فلم استطع أن أسلم إلا بأن الأزمات تخلق في ورشات المخابرات وتدعم بالاموال وتستعمل قوة الجهل في الإنتشار، لماذا لم تغضب ولم ننتقم لهذه المغتصبة في السجون رغم إرادتها وهي تدافع عن مصيرنا كلنا، تدافع عن الهم العام لماذا نطعن مناضلينا من الخلف في عمق تلك الجروح التي جرحهم إياها المحتل لماذا لا نطالب ليلا نهارا عن كشف مصير مئات المختفين قصرا من الصحراويين والسبب الوحيد اختفائهم هو دفاعهم عنا نحن.
إن معتقلينا السياسيين ومعتقلاتنا السياسيات قد صرحو في كل مرة ان الجلادين يغتصبونهم ويطالبون محاكم الجور المغربية بالتحقيق ونحن نغظ أبصارنا ونغلق مسامعنا عنهم إذن أي شرف هذا الذي سنتكلم عنه ،إن أدوات الاحتلال وجنوده ومخابراته وعملائه يهاجمون المناضلين الصحراويين والرموز الصحراوية والقيادات الصحراوية فإذا لم تعينوهم فعلى الأقل لا تعينوا عليه لأن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة أستحلفكم الله ايها الصحراويين ان لا تقتلوا أسودكم فتأكلكم كلاب اعدائكم ،استحلفكم الله ان تنخرطو في الدفاع عن الوطن حتى تنتزعو حريتكم وإلا فإن العدو سيلتهمنا كما تلثهم النار الهشيم بقي لي أن أشير إلى ان لكل رأيه الحر في النقد الفكري البناء وطرح البدائل ومقارعة الأفكار ولكن حرية الأشخاص تنتهي عند بدء حرية الآخرين وأن الأب خطري أدوه رئيس البرلمان الوطني والوفد المفاوض وهو كرمزية العلم الوطني الذي نحن مستعدون للشهادة من أجله

تابع القراءة Résuméabuiyad