بقلم : جمال المحجوب محمد سالم كريدش
هل يدري حشد يوم السبت بساحة المشور بمدينة العيون المحتلة من جحافل المساقين كرها تحت سياط قطع الارزاق او اللاهثين خلف ورقة نقدية من فئة المئة او المئتين درهم او المعلقة مصائرهم الاقتصادية برضى السيد المستبد دلالة اللون الوردي الموضوع على اعناقهم بعدما تخلت تلك الاعناق عن عهد الشهداء و المعتقلين وباتت لا تليق ابدا بأن تحمل اللثام ذو اللون الاسود الدال على الرجولة بكل دلالاتها شجاعة ونخوة وكرما و إخلاصا و وفاءا
فبمجرد البحث بمحركات البحث الالكترونية سيتضح لك ان اللون الوردي الذي حمله حشد ساحة المشور على اعناقهم بعدما الفت تلك الاعناق الاذلال ان اللون الوردي يدل على كل ما يميل لما هو انثوي فهو اللون المفضل للشواذ و المخنثين فباستثناء اُستخدامه كمصطلح للثورة التي اطاحت بالرئيس عسكر أكاييف وحكومته في آسيا الوسطى بعد الانتخابات البرلمانيّة في عام ألفين وخمسة الثورة الوردية و استعماله كلون للباس الرسمي عند الفرنسيين في حفل التخرج لكليات الآداب والعلوم والطب والقانون واللاهوت نجد ان اللون الوردي بالحركات الاجتماعيّة يُستخدم كلون رمزي من قبل الجماعات المتورطة في قضايا تهم المرأة، و المثليّة و الجنس و المخنثين والمتحولين جنسياً وان الشريط الوردي يدل على رمز دوليّ لحث المرأة من أجل فحص الثدي إن كان مصاباً بالسرطان، ويرتبط اللون الوردي بقوّة مع الأنوثة. كما استعملت حملة بينك ستينكس اللندنيّة اللون الوردي لرفع الوعيّ عند الذين يزعمون بوجود ضرر جنسيّ للأطفال ومن دلالاته ايضا ان التايلانديون الذين تتنافس بلدهم و المغرب على الظفر بالمرتبة الاولى بقائمة البلدان التي تستخدم السياحة الجنسية كركيزة اقتصادية , لونهم المفضل ارتدائه يوم الثلاثاء من كل اسبوع نفس اللون الوردي يستخدمه أحد الأحزاب النسائيّة في السويد رمزاً له لأنّه يدل على لون بشرتهم و السؤال هنا ما علاقة ذوي البشرة " الدخنة " المائلة الى السمرة و التي احتشد اهلها يوم السبت السادس من ابريل بتلك الجموع الغفيرة بساحة المشور بهذا اللون
فإذا كان مؤسسي هذا الحزب التاريخي المغربي المنحدرين من مدينة فاس و الذين يحملون اسما عائليا دالا عليها يصفهم الكثير من الاشقاء المغاربة بالمخنثين لتجلي رغد العيش على تصرفاتهم نظرا لانتمائهم للطبقة الارستقراطية المغربية التي تحوز على ثنائية السلطة و المال ونظرا لانتمائهم لمدينة توفرت بها تاريخيا سبل رفاهية العيش الكريم مقارنة بباقي المدن المغربية بل اتخذت عاصمة لدول تعاقبت على حكم الشعب المغربي الشقيق قد اتخدوا هذا اللون معبرا عن الحالة النفسية لهم سواء عن وعي او لاوعي فبحسب الدكتورة جورجيت سافيدس، استشارى العلاج النفسى حول استخدام الألوان فى العلاج النفسى ان للون مغزى نفسى معين وإشارة محددة لطبيعة المشاعر والأحاسيس فمثلا اللون الوردى يحيل الى سيادة حالة من الراحة والاسترخاء فى تلك اللحظة لدى من يميل الى استعماله .
وتذكر الدكتورة أمل عطوة، استشارى الطب النفسى أن تفضيلات الألوان تعطى انطباعا عن الطبيعة النفسية للإنسان، فالناس ذوى الطبيعة الاستعراضية يميلون لارتداء الألوان المشرقة والصارخة أحيانا، بينما الناس ذوى الطبيعة الانعزالية يميلون للألوان الهادئة وغير الملفتة للنظر
فهنا يحيلنا هذا الى تساؤل جوهري ما علاقة اللون الوردي ببدو الصحراء ومحاربيها غلاظ الاكباد حادو الطباع سمر البشرة شداد الشكيمة ؟؟؟؟ ولن تجد له جواب دون ان تسقطه على ثنائية الارض و الانسان فوضع الصحراء الغربية والاحتلال المغربي اللاشرعي لها هو المحدد لهذه الحالة الشاذة ففي ظل غياب الحرية ستجد ان الانسان الذي ينساق مستلبا خلف جلاده انه كائن هجين فاقد لطبيعته الانسانية لان الحرية تعبر عن حال الكائن الحي الذي لا يخضع لقهر أو غلبة ، والذي يفعل طبعاً لطبيعته و إراداته، وبما أن الإنسان حر بطبيعته فإن العبودية وإن كان بشكلها الحالي الاستعمار هي انتقاص لهذه الطبيعة وتعدّ عليها …لأنها تَحُول بين الإنسان والأفعال التي تعكس طبيعته وتصدر عن إرادته , فليس غريبا اذا في ظل الاستعمار ان تجد من يلتحف باللثام الوردي و البنفسجي وغيرها من الالوان الغريبة على المجتمع وثقافته و ان يتزيا بأزياء المهرجين وان يتخذ من التهريج خطابا لإرضاء المحتلين .
