مقال :انطباع حول تصريح سعيداني


للكاتب : محمد لمين احمد
انطباع حول تصريح سعيداني
ما من شك ان القناعات بعض الأحيان تترسخ، و ينبه المثل الشعبي" ولو طارت معزة".
الا ان التاريخ قد يساعد في تحويل تلك القناعات الى أخرى؛فقناعات أهل الجاهلية أستمرت ردحا من الزمن حتى عصفت بأهلها، فانتشر الاسلام، و غير قناعات عدد من الخلق، فانتشر بالحجة و البرهان بالوحي و عزيمة الرجال.
لا أريد القدح في قناعة ايّ كان حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، و الرجوع إلى الحق فضيلة كما يقال.أريد فقط أن أوضح بعض الحقائق التاريخية للسيد عمار سعيداني تذكيرا لعل الذكرى تنفع المؤمنين. فقبل التقسيم الإستعماري في مؤتمري برلين 1884 و 1885 أضع بين يدي السيد المحترم الحقائق التاريخية التالية:

1- هذه معاهدة موقعة من طرف محمد بن عبدالله و هو من أقوى سلاطين المغرب و شارل الثالث ملك اسبانيا يوم 18مارس1767 نصت مادتها الثامنة على: "أن سلطان المغرب يعلن تحفظه فيما يخص رغبة الملك الكاثوليكي بإيجاد مؤسسة له جنوب وادي نون لأنه -اي السلطان- لا يمكنه تحمل المسؤولية تجاه الأحداث الّتي ستقع هناك او المآسي الّتي ستحدث لأن سيادته لا تصل إلى تلك المنطقة، و لأن السكان هناك خطرين و متوحشين و الذين تسببوا على الدوام في مآسي لسكان جزر كناريا بل استعبدوهم".
و من الأفضل أن ننقل الفقرة بالفرنسية؛
article 8 de la convention de 18 mars 1767 espano marocain :"Sa majeste le roi du maroc s'abstient de deleberer au sujet de l' etablissement que sa majeste catolique veut fonde' au sud de la riviere de NOUN car il ne peut se rendre responsable des accidents et drs malheurs qui pourraint se produire, vu que sa souverainte ne s'etent pas jusque la et les peuplades vagabondes et feroces des habitants de ce pays ont toujours causes dea dommajes aux habihants des Iles canaries et les ont rendu captifs"

2- وقع خلفه مولاى اسليمان معاهدة أخرى مع الإسبان بتاريخ فاتح مارس 1799 بمكناس عاصمة المملكة المغربية حينها، أعادت تأكيد أن سيادة السلطان لا تتعدى وادي نون جنوبا.

3- المعادة الانجليزية المغربية المؤرخة 9 ديسمبر1856 الّتي حددت بدورها أن سيادة سلطان المغرب لا تتعدى وادي نون.

4- المعاهدة الإسبانية المغربية المؤرخة في 20 نوفمبر 1861 في مادتها 38 أعادت التأكيد على ما نصت عليه الاتفاقيات السابقة بين سلاطين المغرب و ملوك إسبانيا.

هذا ليس كلام الصحراويين، بل أحيل السيد عمار سعيداني إلى ماورد في كتاب الاستصقاء في أخبار المغرب الأقصى لمؤلفه المغربي العلوي سنة 1832 الّذي يشير فيه إلى أن منطقة المغرب الأقصى (و يسميه الغربي) تحد شرقا بنهر ملوية و جبال تازة و من الشمال بالبحر المتوسط و من الجنوب بجبال الاطلس.
و لا شك انه قد استقى ذلك من العالم الاجتماعي المغاربي و المؤرخ ابن خلدون في مقدمته الشهيرة اذ يقول: " أن الحدود الجغرافية للمغرب الأقصى من الشرق نهر ملوية الذي يتجه غربا إلى آسفي و هي نقطة على شاطئ البحر و تنتهي جنوبا إلى درن و يقول البعض أن يعني درعة.
أتمنى صادقا أن يضع السيد سعيداني أمامه الخريطة ليطلع على موقع وادي نون المحدد و كذا وادي درعة المشار إليه في مقدمة ابن خلدون.
 و ان يتفحص التاريخ قبل أن يصدر حكمه فلربما سقط منه ذلك سهوا، و من كلام التاريخ تتضح له الصورة أكثر خاصة تاريخ هذه البقعة المباركة.

ذلك تفاديا لفتح المجال لسياسة التوسع اللتي جبل عليها حكام المغرب وعدد من جهابذة ساسته و إلّا فإنّه بهذا الطرح يقول لحكام المغرب الأقصى أن الأراضي الّتي انتزعتها منكم اتفاقيات برلين الاستعمارية المقسمة لإفريقيا تضم أيضا كما تطالبون: كل الأراضي الموريتانية، و أراضي شمال مالي( تيمبكتو وازواد) و حتى أراضي جزائرية كالساورة و توات و حتى أدرار  و ركان.

ألم تخوضوا حربا في مثل هذا الشهر من سنة 1963 و جراح محرري الجزائر لم تندمل بعد؟
   
 مجرد انطباع.



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق