في مثل هذا اليوم 01 أبريل من السنة الماضية قامت قوات القمع بمختلف تلاوينها ، وبأعداد كبيرة جدا بإعتقال تعسفي في حق الرفيق صيكا براهيم الذي كان رفقة عضوي التنسيق الميداني المهابة الدرعي وبرباش مصطفى ، وتم تكبيله بطريقة مهينة ، ونقله إلى منزل عائلته حيث أحدثوا حالة من الرعب والخوف في نفوس أفرادها ، وفتشوا البيت جيدا ، ولم يجدوا فيه غير بعض الكتب التي كانت ونيس الرفيق الشهيد زمن حياته الطويلة ، وبعد ذلك أخدوه مكبلا لمخافرهم الملعونة ليبدأ التعذيب والعذاب ، وتتناوب عليه أحذية الجلادين الذين لم يكن يراهم أو يعرفهم إلا من خلال أصوات أحذيتهم في غرف مظلمة بنيت لإنتزاع إعترافات لا تخطر على بال معقتل خرج من بيته مطالبا بحقه في الشغل كما هومتعارف عليه دوليا ، ومن حصة عذاب إلى أخرى ، كما أخبر أمه وأخته حين زيارتهما له في المعتقل الرهيب بويزكارن .
لقد كان المعتقل الشهيد طيلة أيام وليالي الإستنطاق الثلاث مرفوع القامة منتصب الهامة ، شامخا شموخ الأبطال ، ينظر في وجه الجلاد نظرة الصامد المناضل والمقاوم ، والجلاد حقيرا ،مستضغرا و ضعيفا ..، كانت كل نظراته تشكل لهم رعبا ، وتزعزع كيانهم الواهن ، ولم يكن يأبه بما يخططون لأنه كان يعرف يقينا أن كل التهم جاهزة ..، كان يعلم بأنهم سيحملونه مسؤولية سياساتهم الفاشلة ، وحصارهم الخانق ، وعسكرتهم لمدننا وقرانا ، وزرع الخوف والرعب ، والإعتقالات والقتل ..، كان يعرف يقينا بأنهم سيكتبون في المحضر كل ما يريدون ..، وكان المعتقل الشهيد ، العنيد ، الثابت يعرف أنه لن يوقع على هذا المحضر المشؤوم ، ولا يعترف إلا بتهمة واحدة يتقاسمها مع رفاقه وهي النضال من أجل حق الشغل الضامن للكرامة .
لقد كشف هذا الاعتقال التعسفي الظالم لإنسان مؤمن بأفكار الحرة ..، لإنسان كان قلبه ، ولسانه ، وقلمه مسخر في خدمة الإنسان ..، كشف هذا الاعتقال زيف شعارات الدولة المخزنية المستبدة والفاسدة ، فلم يكن الرفيق المعتقل الشهيد يؤمن بالعنف ، ولم يؤمن بالقبلية يوما ، ويمقت العنصرية ، وكان ينحازإلى الإنسان بشكل كامل ..، يؤمن بالحرية كما باقي البشر ، ويؤمن بالإختلاق كما باقي البشر ..
إن الإعتقال جاء بعد أن إتخذت حركة المعطلين الصحراويين بكليميم خاصة ، وبمختلف المداشر الصحراوية بشكل عام مسارا سلميا مفتوحا على كافة الواجهات مُؤسسة بذلك بداية مرحلة جديدة ستشكل لا محالة تغييرا ، وتحولا مهما في بنية النضال الجماهيري الذي لا يعرف له حدودا .
لقد شكل الإعتقال يوم 01 أبريل ، والإغتيال يوم 15 أبريل لرفاقه ، ولكل الشرفاء والأحرار في مختلف مواقع الفعل والنضال مسارا جمع الصغير والكبير من أجل الوقوف في وجه القتل الذي تمارسه الدولة بهذا الشكل الرهيب ، وشمل التضامن تجسيد وقفات ومسيرات وبيانات وغليان مواقع التواصل الاجتماعي مما جعل النظام المخزني محاصرا ، ومنبوذا ، وكل القوى القمعية مرفوضة ، ومازاد من حجم الغضب وتصاعده بقاء الجلادين محميين ، يتحركون في نفس المنطقة التي إرتكبت فيها الجريمة ، وهذا يؤكد سياسة الدولة المغربية الممنهجة في حماية الجلادين والقتلة ، ويجعل مبدأ الإفلات من العقاب قائما في دولة تدعي إنخراطها في مؤسسات أممية ، وقارية ، وإقليمية لدعم حقوق الإنسان والحريات العامة .
عام على الجريمة ، ولم تحرك الدولة ساكنا بل برأت القتلة والجلادين ، وفي المقابل كل التقارير الدولية التي صدرت إلى حدود الساعة حملت الدولة المغربية مسؤولية قتل الشهيد صيكا براهيم ، وأدانت ممارسات العنف والحصار والظلم الذي يتعرض له المعطلين الصحراويين ، وكل الفئات الاجتماعية المقهورة .
إننا في التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين قسم الشهيد صيكا براهيم ، نعلن للرأي العام :
أولا : إستمرارنا في المطالبة بكشف الحقيقة ..كامل الحقيقة في ما وقع ، ومعاقبة الجناة ، هذا بالتزامن مع دفاعنا عن حقنا في الشغل الضامن للكرامة .
ثانيا : تضامننا المبدئي واللامشروط مع كافة الحركات الإحتجاجية كل الفئات المنتفضة في مختلف مواقع الفعل والنضال .
ثالثا : تنديدنا الشديد بسياسة التماطل التي تنهجها الدولة المغربية في كشف الحقيقة ، وممارسة التضليل ، والتجاهل ، وكافة الأساليب المنتهكة للحقوق والحريات .
رابعا : تثميننا لموقف عائلة الرفيق المعتقل الشهيد صيكا براهيم الرافض لكافة أساليب المساومة والإبتزاز .
خامسا : تثميننا للأشكال النضالية الحضارية والراقية التي أقدم عليها المعطلين الصحراويين في مختلف مواقع الفعل والنضال .
سادسا : دعوتنا السلطات المغربية إلى إحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وتنفيذ إلتزاماتها الدولية في هذا المجال .
سابعا : تحميلنا الدولة المغربية مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع نتيجة تماديها في تجاهل المطالب الحقوقية وعلى رأسها الحقيقة والشغل والحريات العامة .
التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين قسم الشهيــــــــــــد
كليميم في : 01 أبريل 2017