مقال : الفنان المبدئي لا يرتمي في حضن المعتدي



جريمة نكراء ترتكب  بحق عدالة قضيتنا و مصداقيتها وبشاعة لا توصف  ترتكب  بحق المجد التليد الذي صنعه الاباء المؤسسين بالحديد و النار  لترسيخ تلك العدالة الثابتة  لقضية عادلة ونضالهم المستميت من اجل ان لا تشوبها شائبة ومكابدتهم الصعاب  و المحن  من اجل تلك الغاية  النبيلة
الجريمة النكراء  التي نحن بصدد  التطرق لها لا ترتكب اليوم بأيادي الاحتلال البغيض رغم اننا لا نجزم بعدم تورطه المباشر او الغير مباشر بالدفع لارتكابها ولا بأيادي اذنابه من العملاء و الخونة ولا حتى بأيادي حلفائه الاستراتيجيين وغيرهم , و انما بايدي  مواطنة صحراوية  كنا قد منحنها  لقب مناضلة  حاملة لهم قضية شعبها العادلة و اختارت صوتها الشجي خير وسيلة  لإبلاغ رسالة شعبها وقد نجحت لحدود ما في ذلك مشكورة
غير ان فنانتنا المناضلة كما كنا نعتقد  تاهت بوصلتها في زمن التيه  الذي يعصف بنا  اليوم  فبعد خيام العزة و الكرامة بمكة الثوار وقبلة الاحرار  و اسوار كوبا  الابية  و ضيافة  الجماهير الاسبانية المتضامنة ببرشلونة حملتها رياح ذاك التيه  المستبد بنا  الى احضان الحركة الصهيونية  العدو اللدود ليس لنا فقط بل لكافة الشعوب التواقة للحرية  و الداعم الاساسي  للمحتل المغربي البغيض  , حيث من المنتظر ان تحط الرحال بمدينة القدس المغتصبة ليس كفاتحة منتظرة كباقي الفاتحين المنتظرين ان يدكوا قلاع  و تحصينات بني  صهيون باولى القبلتين وثالث الحرمين  لتحريره من رجسهم بل من المزمع ان تحل ضيفة على  الاحتلال الصهيوني الهمجي
حيث تعتزم فنانتنا  ان تحل ضيفة بمدينة "اورشاليم " كما يحلو  لمضيفيها ان يسموها بعدما اختاروها عاصمتهم المستقبلية  لدولتهم المزعومة
زيارة  الفنانة الصحراوية عزيزة ابراهيم  المزمعة لمدينة القدس المحتلة يأتي في سياق احيائها لحفل فني بمهرجان تقيمه دولة الاحتلال العبرية بالمدينة المغتصبة اختارت له  شعار مهرجان القدس للموسيقى المقدسة  في اطار ما تسميه موسم الثقافة في القدس و المزمع انعقاده  بالثلاثين  من شهر اغسطس  القادم  و الذي يدوم طيلة ستة  ايام 
لا شك ان الفعل الشنيع الذي تعتزم الاقدام عليه الفنانة  اعزيزة ابراهيم سيفقدها عزة نفسها اولا و عزتها لدى جمهور عريض من عشاق فنها من الجماهير  الصحراوية و العربية عموما بل حتى الاجنبية المتعاطفة مع قضايا التحرر الوطني بل لا تقتصر تداعيات هذا الفعل الشنيع  على المسار الفني و الاجتماعي للفنانة الصحراوية  ليتعداه ساقطا  بثقله على  القضية الوطنية  كفعل مسيء لها
فهل يعقل ان يتغنى للحرية و مناهضة الاحتلال فوق ارض محتلة و لجنود الاحتلال  الصهيوني اساتذة   الاحتلال المغربي  وموجهيه هكذا  فعل  لا يوازيه بشاعة الا تقديم  الفنانة   عزيزة ابراهيم لوصلات  غنائية  داخل الثكنات العسكرية المغربية  بالجزء المحتل من تراب وطننا الغالي
كثيرون هم الفنانون العرب الذين اقدموا على نفس الخطوة وغالبيتهم فنانون  مغاربة محيين  حفلات  وسهرات فنية  بل حتى حفلات زفاف  بالدولة العبرية المزعومة دون ان يثار الكثير من اللغط  لكن  لا مجال للمقارنة بين  حالة فنانتنا و باقي اولئك المتهافتين على فتات بني صهيون فالفنان الملتزم المؤطر بمبادئ و قيم و مثل  الحرية و الانعتاق من كيد الاحتلال و مناهضة الاستبداد و الاستعمار   كحالة  فنانتنا عزيزة ابراهيم  تحسب  عليه خطوة كهذه  بل حتى على عدالة رسالته الفنية   التي يحمل  عبر صوته الشجي  و معاني كلماتها  المعبرة عن ألامه من ظلم  المحتل و قسوته و عشقه  العفوي  للحرية  
فهل تتعظ فنانتنا  عزيزة ابراهيم  و تعدل عن خطوتها  هذه لتزداد معزة  ومحبة بقلوب الغيورين على فنها و  قضيتها و جمهور المتعاطفين مع بؤس ذويها و شعبها  بمخيمات اللاجئين و بالاراضي  المحتلة  ام ان وهم وسراب  الشهرة و بريقها  سيعميان  عينيها عن ذلك ؟ لي امل  ان تعدل عن ذلك فالفنان  المبدئي  لا يرتمي بتاتا  في حضن المعتدي
 بقلم : كريدش  جمال المحجوب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق