مقال: نناضل بحثا عن الشغل والحرية، والعدالة، بحثا عن وطنٍ في خدمة الشعب

بقلم : محمد العالم معطل صحراوي
تحية لكل مناضل رافض للذل و الهوان .. تحية لكل مناضل غيور على قضيته أينما وجد .. تحية لشهداء الوطن .. تحية لكل مقصي مهمش صابر تحت خط الفقر وخط الجوع.. عاطل عن السعادة وعن الفرح ..
تحية لكل مناضلة سقطت ٲمام ظلم الجلاد، وهي تصرخ بالحرية والعدالة .. تحية منا واصلة ٳلى روح كل فتاة ماتت بين يدي كلب كاسر ٲو وغد جائر .. تحية عالية للمعطلين الصحراويين ..
قصة عذابات المعطل الصحراوي الذي يعيش مرارة التهميش والإقصاء آلاماً في الروح والجسد، شبه إنسان، بسبب ما يتعرض له من الإذلال والمهانة، تحت ضربات الجلادين حيث لا شيء يمكن أن ينمو أو يزدهر : لا الحب ولا الوطن ولا الحياة ذاتها.
مشاعر شديدة العتمة لا يعرفها إلا المهمشون والخائفون والجائعون. حيث برزت أزمة الإنسان الحضارية و الأخلاقية في ظل واقع القمع والجوع بمختلف صنوفه، بدءاً من القمع المادي وانتهاء بالجوع المعنوي ..
تسيل دماء المعطلين لترسم بفرشاة الٲلم لوحة المستقبل المطمور تحت ستائر القدر السميكة، رغم الصمت، رغم الوجع، رغم ارتفاع الٲسعار، رغم البطالة، رغم سياط الجلاد..
إن اشتداد البؤس الاجتماعي من خلال تفقير الفقراء و إغناء الأغنياء و تبذير ونهب المال العام دون مساءلة أو رقيب والتضييق على الحق في التظاهر السلمي يبين بما لا يدع مجالا للشك حالة التخبط الإداري والاقتصادي من قبل الفئة الحاكمة وعجزها على صياغة سياسات اجتماعية حقيقية تستجيب لتطلعات الشباب الصحراوي في الكرامة والعدالة الاجتماعية...
بسبب الممارسات التنموية المطبقة في الصحراء على مدى عقود من الزمن القائمة على السلب والنهب وتدمير الإنتاج قد أوصل البلاد إلى حالة من الانهيار وإلى توقف عجلة الإنتاج فحملوا عبئ هذا الإنهيار للمواطن الصحراوي البسيط ..
لكن أصحاب الحق اتبعوا أساليب مختلفة في النضال السلمي ضد البطالة وضد الإقصاء الاجتماعي عندما دخل يوم الثلاثاء 12 يناير/ كانون الثاني 2016 معطلو التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين بالعيون في خطوة تصعيدية تمثلت في الإضراب المفتوح عن الطعام بمقر جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان الكائن وسط المدينة بشارع مكة ودام 14 يوما، وذلك ردا على سياسات الإقصاء والتهميش الممارسة من طرف الجهات الوصية على ملف التشغيل بالمنطقة ..
استمر المعطلون الصحراويون في نضالاتهم السلمية المنددة بجريمة الاغتيال السياسي التي راح ضحيتها شهيد حركة المعطلين الصحراويين "إبراهيم صيكا"، ومن بعده الشهيد "محمد عالي ماسك" بسبب ما تعرض له من إهمال طبي زاد من حدته حالة العطالة الطويلة التي كان يعيشها وتقدم حالته الصحية .. ناهيك عن مئات الوقفات الإحتجاجية السلمية المطالبة بالحق في الشغل والعيش الكريم والمنددة بعجرفة السلطات ومقاربتها الإستبدادية في التعامل مع إحتجاجات المعطلين السلمية ..
وأحدث أساليب النضال السلمي قيام مناضلو التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين بالعيون مساء الخميس 23 مارس/آذار 2017 بخطوة الإعتصام المفتوح داخل حافلة sotreg المخصصة لنقل عمال ومستخدمي شركة فوسبوكراع من مدينة العيون إلى منطقة "بوكراع" الغنية بمعدن "الفوسفاط" شرق المدينة حيث إستقلها ما يزيد عن 50 مناضلا منضويا تحت لواء التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين المشكل من مجموعة الشباب الصحراوي المقصي من توظيفات فوسبوكراع والتنسيقية المحلية للأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون حاملين قنينات من البنزين مهددين بحرق جماعي لأجسادهم في حالة إقدام السلطات على التدخل لفك تجمعهم السلمي الراقي داخل الحافلة التي وجدوها ملاذا آمنا للاحتجاج الحضاري بعدما حولت السلطات المدينة إلى ثكنة عسكرية/إستخباراتية مسلطة سوطها على كل من يطالب بحقه المشروع في العيش الكريم ومحاولة فرض الصمت الجبان على عموم الجماهير الصحراوية..
تدخلت قوات الشرطة بزيها المدني والرسمي والقوات المساعدة وقوات الوقاية المدنية محاولة ثني المعطلين عن تنفيذ خطة الحرق الجماعي و من ثم عملت على إنزالهم بالقوة من على متن الحافلة بالضرب والركل وتهشيم العظام والسب والشتم ثم المطاردة بين الأزقة والشوراع المحاذية وهو ما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف العديد من المعطلين والمتضامنين الذين منعوا بشكل خطير من الولوج إلى المستشفى الإقليمي الحسن بن المهدي لتلقي العلاجات الأولية ..
وبتاريخ 23 أبريل/نيسان 2017 قرر التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين بالعيون خوض نزوح إنذاري بمنطقة " تادخست "ضواحي " اكديم ازيك" شرق مدينة العيون و نصبوا خياماً كتعبير سلمي على رفضهم لسياسة القمع والعسكرة تجاه كل الأصوات المطالبة بحقوقها المشروعة، وللتأكيد على تمسكهم بحقوقهم، ومواجهة السياسات الفاشية الفاشلة التي تحاصر حقنا في الشغل والكرامة ..
إن أزمة المعطلين الصحراويين سببها الأساسي هو توقف عجلة الإنتاج وتحويل الصحراء إلى منطقة استهلاكية لا تنتج .. تعيش على فُتات الٲمل، مع قطع عريضة من الٲلم ..
لهذا فإن مواصلة النضال المدني السلمي ضد السياسات التنموية الفاشلة، وذلك عبر كافة الوسائل والطرق المشروعة والواعية وفي كل المحافل لإيصال صوت المعطل ومعاناته...
إننا نناضل بحثا عن الحرية، والعدالة، بحثا عن وطنٍ، وطنٍ في خدمة الشعب، بحثا عن لقمة عيش ولقمة حب, ولقمة فرح, وشربة حنان تطفئُ حرائق البطالة في صحراء الظروف القاحلة ..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق