مقال : مبعوث وراء مبعوث و الحل مازال في التابوت ....


بقلم الكاتب : بوجمعة بيبا 
في سنة 1988 زارنا الرجل رقم (1) الأروغواياني "هيكتور غروس إيسبييل" و وجد ساحة الوغى مملؤة بالحكاية البطولية لشهداء الكفاح المسلح و لم يصبر على شدة المشهد و سافر ، و بعده في سنة 1990 حل علينا الرجل رقم (2) السويسري "جوهانس مانس" الذي عايش لعنة توقيع إتفاقية وقف إطلاق النار و بدون سابق إنذار غادرنا ، ليعقبه في سنة 1992 الرجل رقم (3) الباكستاني "صاحب زاده يعقوب خان" الذي كان دينه على نفس دين الظالم و المظلوم و لم يفهم صلب الإختلاف و هاجر ، و من ثم حطَّ الرجل رقم (4) البريطاني "إيريك جينسين" الرحال عندنا في سنة 1994 ، و ليس بالكثير من الوقت حتى فر ، تاركا عندنا الرجل رقم (5) الأمريكي "جيمس بيكر" في سنة 1997 و الذي كان أحسنهم في فن التفاوض الموضوعي و إقرار الحلول العملية التى تتفق مع مخرجات إتفاقية و قف إطلاق النار .
ليأتي بعد ذلك الرجل رقم (6) الهولندي "بيتر فان فالسوم" سنة 2005 الذي لم نعشق أبدا تعامله الإنحيازي للمحتل و حينها قال *الحكم الذاتي هو أخر خيار و فكرة الإستقلال فكرة مستحيلة* ، ليحج بعد ذلك الى الصحراء الغربية الرجل رقم (7) الأمريكي " كريستوف الروس" ذاك الذي حاول أن يصل الى قلوب الإطارات الشابة و لم يستطع ، و الجميل أنه تجول بين خيام اللجوء مرات عدة و قال : إن للشعب الصحراوي قضية عادلة .
أما الآن فنحن مع الإبتكارات الألمانية و المتمثلة في الرجل رقم (8) و هو الألماني "هورست كولر" الذي أمسك زمام الأمور مع مطلع سنة 2017 ، و لم يبتسم لأي طرف الى حد الآن و قناعته تُفسر أن هاته القوة الألمانية الصاعدة لا تعرف المستحيل و قد لا تحقق غاية تطبيق حق الإستفتاء ، لكن قد تدفع بأطراف جديدة في ملف قضية الصحراء إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية و من يدرى قد توسع صلاحيات *المينورسو* ، فقط .
ربما الرجل رقم (8) هذا سيزور كل بقاع أرض الصحراء الغربية و سيجالس كل الأطراف المعنية و سيناقش مع السابقين في هندسة القضية و سيسمع لجملة من الإطارات التمثلية الصحراوية في الأراضي المحتلة و كذا ربوع مخيمات العزة ، و سيكتب الكثير من المفردات المعبرة و المصطلحات المنمقة و سيوقع على تقارير و محاضر و لكن سيعترف لنا أن طِراز هاته التعيينات هو فقط من أجل إمتصاص حدة المشحانات بين طرفي النزاع و الغاية هي التي يَتمتع بها ذوي المصالح الإمبريالية في شكل جنينها المشوه -الأمم المتحدة- و الغريب أن كل هاته الوجوه التي تعاقبت على هموم الصحراويين لم تُحرك من الحل شيئاً ، لأنه مازال في التابوت و من يفتح التابوت سيجد أن الحل هو تحديد (( موعدٍ ثابتٍ )) لتطبيق حق الإستفتاء ليتمتع بعده الشعب الصحراوي بحق إختيار وطن يعيش فيه كل إنسان صحراوي بكرامة و حرية .
الجدير بالذكر أن كل مبعوث يدعي الإنسانية في التعامل ، لكن بقوة مصالح الدول الكبرى كانوا يقدمون إستقالتهم في أغلب الحالات ، لأن ما يدور في قاعة التفاوض يصعب على المتلقي العادي أن يفهمه ، مع العلم أن غاية الشعب الصحراوي سهلة و بسيطة و هو متى يُفتح التابوت ؟؟ 


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق