مقال / اهم تداعيات عملية الكركرات تبديد الوهم

 
بقلم كريدش جمال المحجوب
تحرك الجيش الشعبي الصحراوي و فرضه للسيطرة بمنطقة الكركرات و جديته في مواجهة الاستفزازات الجديدة لقوات الاحتلال المغربية لازالت تداعياته و تجلياته متصاعدة سواء على المستوى الدولي او الاقليمي او الوطني
فعلى المستوى الدولي اعاد التحرك العسكري الصحراوي و لجم الاستفزازت المغربية القضية الى الواجهة من جديد مما استلزم من مجلس الامن عقد جلسات متتالية لتتدارس الوضع و اثار قلق الامانة العامة للامم المتحدة و فرض على بعثتها لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية مينورسو القيام بواجبها بعد تراخيها المعبر عنه مؤخرا بعدم ملاحظتها للتحركات المغربية خارج جدار الذل و العار المغربي حيث فرض عليها التمركز بمنطقة الكركرات و اكد ان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب عامل اساسي لا يمكن الاستهانة به وبقدراته و وجوب التعامل معه بالقدر الكافي من المسئولية وعدم الاستخفاف بقراراته بغية ضمان السلم و الامن بالمنطقة ككل , كما حظي هذا التحرك الجدي باهتمام اعلامي لاباس به كان المغرب يحاول جاهدا تفاديه بل اخفاءه ان امكن حيث حظي بتغطية اعلامية لكبريات الوسائط الاعلامية الدولية و القنوات الفضائية بما في ذلك الموالية للاحتلال المغربي
اما على المستوى الاقليمي فقد جاء الرد الصحراوي الحازم في سياق تخبط اهوج للاحتلال المغربي منذ مدة وجيزة اتسم بتحركاته المشبوهة و الهادفة الى شق وحدة الصف الافريقي وما صاحب ذلك من رد لهذا الاخير على طلب انضمامه لهذه المنظمة القارية و التي غادرها مكرها سنة 1984 بعدما تبوأت الدولة الصحراوية مقعدها بها كدولة لها كامل الحقوق و الواجبات اضافة الى الاستفزازات التي تصاعدت وثيرة ارتكابها من قبل هذا الاخير ضد الجارة الجنوبية الشقيقة موريتانيا و التي بلغت اوجها بمحاولته جاهدا افشال اشغال القمة العربية و التي تعتبر تحديا نجحت الشقيقة موريتانيا في الحفاظ على دم وجه جامعة الدول العربية عبر التطوع لاحتضان اشغالها بعدما تخلى الاحتلال المغربي عن واجبه في احتضان اشغالها وذلك بتقديم مبررات واهية لهذا الخذلان غير المبرر , سياسة التخبط الاعمى الذي تعيشه الدبلوماسية المغربية في تدبير ملف الازمة مع الشقيقة موريتانيا كباقي الملفات الاخرى عبرت عنه تصرفات هذا الاخير بعدما ابانت موريتانيا عن حزمها في ممارسة سيادتها على قرارها الدبلوماسي ورفضها اي وصاية من هذا الاخير الذي سارع الى محاولة تليين المواقف و محاولة ارشاء دبلوماسية هذا البلد العصي عن الاستمالة و الاحتواء وذلك عبر تقديم بقعة ارضية شاسعة بأرقى احياء العاصمة المغربية الرباط للدولة الموريتانية لأجل بناء مقر لسفارتها تلك السفارة التي لازال يديرها منذ سنوات قائم بالأعمال في غياب للسفير الموريتاني ما ينم عن حجم الازمة الديبلوماسية بين البلدين نفس التوجه عبر عنه خطاب العاهل المغربي بما يسمى ذكرى ثورة الملك و الشعب و الموجه للشقيقة الكبرى الجزائر العظيمة و الذي امتلاء بعبارات التودد و التذلل لهذه الاخيرة بعدما كانت الى وقت قريب العدو الاول و الاخير و السبب في كل المشاكل التي يعاني منها البلد المحسود على نعمه امارة المؤمنين التي مافتئ اميرها بالتضرع الى ربه بحديث " اللهم اكثر من حسادنا " الذي ما اتى الله به من سلطان , حيث يمكن اعتبار عملية الكركرات اضافة نوعية لتأزم من وضعه الاقليمي المأزوم اصلا و تزيد من تضييق الخناق عليه
اما بالنسبة للاحتلال المغربي و تأثير التحرك العسكري الصحراوي فقد كان جد مزلزل و تأثيراته ظلت واضحة للعيان تمثلت في هول الصدمة التي اجتاحت ترسانة العدو الاعلامية و عبرت عنها حالة الذهول و الصمت التي سادت مختلف وسائطها و دامت مدة قبل ان تتدارك هذه الاخيرة نفسها بمحاولة علاج وقع تداعياتها بإنكارها جملة وتفصيلا متخذة من عبارة " صرح مسئول حكومي رفيع المستوى بنفي الواقعة جملة وتفصيلا " لتعود فيما بعد بمحاولة التقليل من شانها و الاعتراف بمحدودية هذا الفعل العسكري الصحراوي تحريفا للوقائع على الارض التي الزمت العاهل المغربي الهرولة الى ماما فرنسا بغية تلقى اوامرها لمعالجة هذه الاشكالية وتداعياتها الخطيرة عليه
وتبقى اهم الرسائل التي فهمها الاحتلال المغربي من تحرك الجيش الشعبي الصحراوي بمنطقة الكركرات ان زمن التساهل و التغاضي عن استفزازاته قد لى و ان وهمه بعجز هذا الاخير و إستكانته قد تبدد نهائيا
اما على المستوى الوطني فقد الهب الحزم الصحراوي و الرد العسكري لابطال الجيش الشعبي الصحراوي على استفزازات الاحتلال المغربي مشاعر الروح الوطنية الملتهبة لدى الجماهير الصحراوية بمختلف مواقع تواجداتها و عزز من روح الوحدة الوطنية لديها واضعا نهاية لسياسة الاحتلال المنتهجة منذ سنوات و الهادفة الى احباط الهمم عبر ضرب مصداقية الجيش الشعبي الصحراوي و القيادة الصحراوية العسكرية منها و السياسية لدى عموم الشعب الصحراوي فقد لقيت الخطوة استحسان الجماهير و تأييدها لها وتمثل ذلك في اكتساح صفحات الوسائط الاجتماعية بصور الجيش الشعبي الصحراوي و التغني بأمجاده و نظم قصائد الشعر تغنيا بالخطوة البطولية
وتأتي عملية الكركرات العسكرية لتأتت لمرحلة مفصلية جديدة من التعامل مع العدو المغربي و المنتظم الدولي على حد سواء بمرحلة ألا سلم و ألا حرب سوف تكون لها تداعياتها الايجابية لاشك على مسار النضال الصحراوي من اجل الحرية و الانعتاق
 
 

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق