نص بيان الامانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب



 
 
عقدت الأمانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب دورتها العادية الحادية عشرة اليوم الثلاثاء برئاسة السيد محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة،  وتناولت الدورة عدة قضايا  من بينها تقييم البرامج الوطنية والاستحقاقات الوطنية ، كما توقفت عند آخر مستجدات القضية الوطنية.
 
نص البيان الختامي لدورة الأمانة الوطنية  الحادية عشرة الصادر اليوم الثلاثاء  05 ماي  2015 :
برئاسة الأخ محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، عقدت الأمانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب دورها العادية الحادية عشرة يوم الثلاثاء، 05 ماي 2015.
واستمعت الأمانة في مستهل دورتها إلى تقرير مكتبها حول الفترة منذ الدورة العادية العاشرة، وركزت على آخر تطورات القضية الوطنية والبرامج والمحطات خلال الفترة المقبلة.
 
وسجلت الأمانة بارتياح سير البرامج الوطنية بانتظام وإنجاز كبريات المهام المقررة، وأشادت بمستوى التجاوب والاندفاعة والمشاركة الواسعة لجماهير الشعب الصحراوي، في كل مواقع تواجدها، والمساهمة الواعية والمسؤولة التي تجسد قوة الوحدة والالتحام والقناعة الراسخة بالانتصار الحتمي في معركة الحرية والاستقلال.
 
وحيت الأمانة الوطنية في هذا السياق جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وأشادت بنجاح المناورات والتمارين التكتيكية التي قامت بها مختلف النواحي والقطاعات، ما يعكس مدى الجاهزية والاستعداد الدائم للقيام بمهمته الرئيسية في تحرير الوطن وحماية الشعب والمكاسب الوطنية، والتصدي للمخاطر الراهنة والمحتملة.
 
كما حيت الأمانة الوطنية بحرارة نضالات جماهير انتفاضة الاستقلال التي تشكل جبهة محتدمة تخوض غمار المقاومة السلمية بشجاعة واستماتة، في انتشار واتساع وشمولية لكافة مكونات المجتمع، والتي تتزايد وتتصاعد فعالياتها يومياً، رغم سياسات القمع والبطش والتنكيل والحصار الخانق التي تمارسها دولة الاحتلال المغربي.
 
وأشادت الأمانة الوطنية أيضاً بالتنظيم الجيد لجملة الفعاليات التي شهدتها الفترة المنصرمة، على غرار الذكرى التاسعة والثلاثين لإعلان الجمهورية ومسابقة الشهيد الولي العسكرية وتظاهرة صحراء ماراطون والندوة الوطنية للثقافة والمؤتمر السابع للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية والمنتدى الاجتماعي العالمي بتونس والمهرجان العالمي للسينما في الصحراء الغربية والتظاهرة التضامنية مع انتفاضة الاستقلال بولاية السمارة وغيرها.
 
ونوهت الأمانة الوطنية بالجهود المبذولة على الساحة الوطنية الموجهة إلى فئة الشباب، وأكدت على ضرورة تعميقها لضمان أفضل السبل الكفيلة بتأطير شامل ومشاركة فعالة في معركة التحرير والبناء، في سياق طبيعي من الاستمرارية والتواصل بين الأجيال.
 
وتوقفت الأمانة الوطنية بالنقاش والتحليل عند جهود الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وعبرت عن إدانتها لتعنت وعرقلة الطرف المغربي، وسجلت ما شهدته جلسات مجلس الأمن الدولي حول القضية من ديناميكية ونقاش عميق وموقف الأغلبية المؤيد لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والمطالب باحترام حقوق الإنسان ووضع حد للجمود القائم وتسريع وتيرة الحل والشروع في المفاوضات.
 
وعبرت الأمانة الوطنية عن إدانتها للدور السلبي الذي تلعبه فرنسا، من خلال دعمها المتواصل لسياسات التوسع والاحتلال المغربية في الصحراء الغربية، وحمـَّـلتها مسؤولية إطالة أمد النزاع وطالبتها  بوقفة تصحيحية تاريخية من أجل تطبيق الشرعية الدولية وإنهاء مأساة الشعب الصحراوي والمساهمة الفعلية في حماية السلم والأمن والاستقرار في كامل المنطقة.
 
وعبرت الأمانة الوطنية عن كامل الشكر والتقدير للموقف المبدئي، الواضح والصارم، الذي يتبناه الاتحاد الإفريقي تجاه القضية الصحراوية، بما ينسجم مع كونها قضية إفريقية وانطلاقاً من كون الاتحاد شريك للأمم المتحدة في جهود حل النزاع، وهي حقائق لا يمكن تجاهلها، تستوجب من الأمم المتحدة التعاطي مع الاتحاد عامة ومع ممثله الخاص إلى الصحراء الغربية، السيد جواكيم شيصانو. وأشادت الأمانة الوطنية بالخطوات العملية التي اتخذها مجلس السلم والأمن الإفريقي، وطالبت الاتحاد بالاستمرار في جهوده ومساعيه حتى إنهاء آخر حالة استعمار في القارة الإفريقية.
 
وذكرت الأمانة الوطنية بأن دولة الاحتلال المغربي ارتكبت فظاعات وانتهاكات جسيمة في حق الشعب الصحراوي منذ اجتياحها للبلاد في 31 أكتوبر 1975، بما فيها الشروع في عملية إبادة ممنهجة وبأبشع الأساليب التي كشفت عنها عديد التقارير والشهادات والمقابر الجماعية. وبعد أن أشارت إلى أن كل تلك الحقائق تعززت بالأمر القضائي للقاضي الإسباني بابلو روث بتاريخ 9 أبريل 2015 في حق مسؤولين مغاربة متورطين فيها، طالبت الأمانة الوطنية بتحمل الأمم المتحدة لمسؤوليتها للكشف عن حيثيات هذه الجرائم النكراء بحق الإنسانية والتعجيل بمحاسبة المسؤولين عنها.
 
وإزاء كل ذلك، وأمام المخاطر المحدقة التي تشهدها المنطقة، طالبت الأمانة الوطنية الأمم المتحدة بالتعجيل بإنهاء حالة الاعتقال السياسي الظالمة التي تعرض لها مدنيون صحراويون على إثر محاكمة عسكرية لا شرعية لها، حالة معتقلي اقديم إيزيك وامبارك الداودي، أو على إثر محاكمات صورية، ووقف عمليات الاعتقال التعسفي المتواصلة، مثل التي شهدتها مؤخراً مدينة الداخلة المحتلة. واعتبرت الأمانة الوطنية بأن هذه الإجراءات كفيلة بخلق الأجواء الملائمة للتقدم في التفاوض الجاد، وأن عدم اتخاذها تشجيع للطرف المحتل على المضي في تعنته واستهتاره بالقانون الدولي.
 
كما طالبت الأمانة الوطنية بإنهاء حالة الحصار الخانق المفروضة على الأراضي الصحراوية المحتلة وإزالة جدار الاحتلال المغربي، ووقف النهب المغربي المكثف للثروات الطبيعية الصحراوية ووضع آلية أممية عاجلة لتمكين المينورسو من حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها.
 
وذكرت الأمانة الوطنية بأن تعاون جبهة البوليساريو الصادق مع الجهود الدولية ينطلق من التعامل على قدم المساواة مع طرفي النزاع، وهو محكوم بإطار واضح لا لبس فيه، هو تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال، استناداً إلى قرار الأمم المتحدة 1514، وتطبيقاً لخطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، التي حظيت بتوقيع طرفي النزاع ومصادقة مجلس الأمن الدولي.
وطالبت الأمانة الوطنية الاتحاد الأوروبي الامتناع عن توقيع أي اتفاق مع المملكة المغربية يمس من الأراضي أو المياه الإقليمية الصحراوية، باعتباره اعتداءً على حقوق شعب مظلوم، وضرباً لمصداقية الاتحاد، وانتهاكاً للمبادئ التي تأسس عليها.
 
وجددت الأمانة الوطنية التحذير من المخاطر المحدقة بمنطقة الساحل وشمال إفريقيا جراء سياسات التوسع والعدوان وانتهاك حقوق الإنسان وإنتاج وتصدير المخدرات وإغراق المنطقة بها التي تنتهجها الدولة المغربية، وبالتالي تمويل وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
وفي هذا الشأن، حيت الأمانة الوطنية الجهود الدولية والإفريقية الرامية إلى مواجهة التطورات الخطيرة التي تعيشها المنطقة، وعبرت عن كامل التقدير للمساعي الحميدة التي تبذلها الجزائر من أجل إنهاء الأزمة في كل من مالي وليبيا.
 
وذكرت الأمانة الوطنية الدولة الإسبانية بمسؤوليتها القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي، وطالبتها، ولا سيما وهي عضو في مجلس الأمن الدولي، بأن تتبني موقفاً منسجماً مع صفتها كقوة مديرة وملزمة بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في الحرية والاستقلال.
 
وتوجهت الأمانة الوطنية بتحية التقدير والعرفان إلى الحركة التضامنية، من حكومات وبرلمانات ومنظمات وأحزاب وجمعيات وشخصيات في كل أنحاء العالم، على مواقف الدعم والتأييد الدائمة، وفي مقدمتها الجزائر الشقيقة، بقيادة فخامة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة.
 
وأصدرت الأمانة الوطنية لائحة السياسة الداخلية، وحددت أهم معالم العمل السياسي خلال الفترة المقبلة.
في هذه الظروف المتميزة، تتوجه الأمانة الوطنية بندائها العاجل والملح إلى كافة أبناء شعبنا لكي يلتزموا اليقظة ويتسلحوا بالوعي و يعتصموا بأوثق عرى الوحدة والالتحام  ويتمسكوا بنهج التحرير والتضحيات بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب لإفشال كل مخططات الاحتلال إحباط  مؤامراته ودسائسه .انه نداء وطني، وفاءً لعهد الشهداء، لتصعيد النضال على كافة الجبهات وتكثيف العطاء ومراكمة الجهود حتى انسحاب آخر جنود الاحتلال المغربي وتكريس سيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على كامل ترابها الوطني.
 
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق