مقال : الدبلوماسية المغربية بين الغباء الخارجي والإستغباء الداخلي


بقلم الكاتب : مصطفى واحمان 

لا يختلف إثنان من العقلاء حول ضعف الدبلوماسية المغربية وسذاجتها  في التعامل مع ملف الصحراء الغربية مند  أواسط القرن الماضي الى حدود اللحظة الراهنة،فليس هناك إنسان مثقف  يحتكم الى الحكمة والعقل سيقبل بمغربية الصحراء الغربية، اوعلى الأقل  أن يقبل بمنطق تبعية الصحراء الغربية للسيادة  المغربية،لأن القول بمثل هكذا كلام يتنافى مع الحقيقة التاريخية ، ويعتبر جريمة نكراء في حق تاريخ الصحراء الغربية.
 والبيعة  كذريعة  المغرب في الصحراء هو أخر خيط أمل يتمسك به المستعمر أمام مجلس الأمم، لكن ما قيمة ذلك مادامت المحكمة الدولية أقرت ببطلان هذا الإدعاء  ،فهي لم تكن تعنى بالضرورة تبعيةالصحرا ء الغربية للمغرب.كما لا يقصد بها السيادة السياسية المغربية في الصحراء الغربية ، فكما هو معروف ومتداول  في مختلف الكتب التاريخية ،القبائل الصحراوية لم تكن تقبل يوما الخضوع لأي سلطة خارج عن سلطة مجالسها (مجلس ايت ربعين ). 
هذا من جهة ومن جهة ثانية كيف يعقل للمغرب الذي ينادي بحقه في إستكمال وحدته الترابية ، أن يجالس سنة 1975 اسبانيا وموريتانيا  من أجل تقسيم الصحراء الغربية التي يدعى أنه هو الوريث الشرعي الوحيد لها في اطار مايسمى «بإتفاقية  مدريد »التي أقرت بأحقية اسبانيا في استغلال الثروات الطبعية للصحراء الغربية، وسمحت للمغرب وموريتانيا بتقسيم الصحراء  الى قسمين قسم للمغرب وقسم لموريتانيا ،التي ستتخلى عنه فيما بعد خصوصا  بعد الإنقلاب العسكري ضد حكم المختار ولد داداه 1979 ،و الذي غير الخريطة السياسية لموريتانيا. فقبل هذا الإنقلاب كان هناك إتفاق بين المغرب وموريتانيا من أجل تقسيم الصحراء سنة 1976 ،وقبلهما جلست المغرب موريتانيا والجزائر في مؤتمر نواديبو 1970 لمناقشة إشكالية الصحراء .
ولكي يعطى المستعمر المغربي الشرعية لهذا التقسيم الغير الشرعي للصحراء  الغربية ،إخترع أكذوبة المسيرة الصفراء أو الخضراء اوالحمراء 1975 ،موهما أشقاءنا المغاربة أنه استطاع  بالبركة العلوية وبالمئات من الموطنين العزال وبلا حرب ولا سلاح طرد  العدو الإسباني ذو العتاد القوى وجيشه العرم رام .
أمام هذا الزخم   الهائل من المعطيات التاريخية  تفرض تساؤلات عديدة نفسها :          أولها  كيف يمكن للمغرب الذي طالما داعب مخيالة شعبه بمغربية الصحراء أن يرضى لنفسه  مجالسة الغرباء في أرضه ؟
 وثانيها كيف يعقل أن يرضى بتقسيم أرضه مع موريتانيا وهو من دافع بشراسة عن أطروحة إستكمال الوحدة التربية  ؟.
كل هذه الأحداث التاريخية تؤكد لنا غباء الديبلوماسية المغربية ولن يجادلنا احد في ذلك لأن كل ما تم ذكره يؤكد لنا غربية الصحراء  لا مغربيتها ،وأن الإحتلال المغربي لا شيء يربطه بالصحراء الغربية لا من قريب اومن بعيد  ، لأن الرأي  الدولي منذ ستينيات القرن الماضي  يتناول قضية الصحراء الغربية كقضية تصفية  استعمار .  
بالإضافة الى أن وهم البيعة الذي يوهم به المغرب شعبه لم يلقى إستحسانا داخلياً من لدن الشعب نفسه ولا قبولا خارجيا من العالم كله ،  باعتبار  النظام العالمي الجديد لا يؤمن بمفهوم البيعة كنظام للحكم لكونه يتنافى مع مفهوم الدولة الحديثة القائمة على الدستور والشرائع القانونية وعلى مبدأ فصل السلط و حق الشعب في إتخاد قرارته وتحديد مصيره.
 فلم تعد أكاذيب المغرب تجدي نفعا لكون مخطاطته في الصحراء الغربية أصبحت مكشوفة والكل يعرف أنها تصبو فقط  إلى نهب الثرواث البحرية والطبيعية للصحراء الغربية وليس حبا في الشعب الصحراوي او عشقا في  سواد أعينهم . 
 فهذا الفشل الخارحي صادفه إستغباء داخلي للشعب المغربي  وتحقيره وحرمانه من أبسط شروط العيش الكريم ولعل أحداث عشرين فبراير 2011 خير دليل على ما نقول  وإنتفاضة الريف وإنتفاضة الرغيف الأسواد بجراد أدلة قاطعة تبين بالملموس  مدى وحشية النظام المغربي ضد الشعب المغربي الشقيق و مازاد الطين بلة هو تذيل المغرب  مؤخرة الترتيب العالمي في مستوى التنمية البشرية  .  كيف لا و هو من يستنزف ثرواته  و ثروات الصحراء الغربية في سباقه نحو التسلح بذريعة الحفاظ على الأمن داخلي.                            
    مصطفى واحمان 
 كلميم : 27/3/2018

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق