مقال : المسلمون و المتأسلمون والعلمانيون والمتعلمنون ...!

 
بقلم : مبارك صحراوي
هذا هو حال الأمة العربية كل شيء يفهم بشكل مقلوب للأسف , فالعالم العربي أصبح اليوم مكان لقلب كل المناهج والديانات السماوية وكذا تطبيق النظريات بشكل يثير الشفقة , حيث أصبح البعض إن لم أقل الأغلبية لا تفهم من الدين الإسلامي فقط اللحية و اللباس القصير , وأصبح المتعلمنون ــ العلماني ــ لا يفهم من العلمانية سوى التعري وشرب الخمر .
فتعددت التفسيرات وتنوعت التحليلات لهذه الظواهر التي أصبحت تشكل عائق كبير أمام تقدم العالم الثالث , كما أنها نتاج للجهل الذي ينتشر بشكل رهيب على طول الأرض العربية بفعل مجموعة أسباب وعوامل ساهمت بشكل أو بآخر في انتشار أفكار "مرضية" متعفنة أصحابها لا يفهمون من النظريات والمناهج سوى القشور , بل أصبح هؤلاء هم المعتمدين ويعول عليهم في الكثير من الأمور السياسية والثقافية .
فهذا ما يحدث اليوم في الصحراء الغربية خصوصا الأرض المحتلة فالبعض لا يفهم من الدين الإسلامي سوى القشور , والبعض الاخر لا يفهم من العلمانية سوى التعري وشرب الخمر هكذا هو الحال للأسف , والسبب الأول هي الأزمة ثقافية التي تمر منها المنطقة المغاربية والعربية بشكل عام , فالمتأسلمون والمتعلمنون هم متداد طبيعي للجهل وحالة التردي الثقافي والفكري التي تمر منها أغلب البلدان العربية  .
 فبعض المتعلمنون الذين يتبعون سياسية "خالف تعرف " صدعوا رؤسنا بالشعارات التي تنادي بالحرية وهم لا يفهمون من الحرية سوى التعري , وحقوق المرأة شرط ألا تكون أخته , وحقوق الإنسان شرط أن لا توظف سياسيا متجاهلين بذلك أن المطالب السياسية هي حق من حقوق الشعوب خصوصا إن كانت هذه المطالب تهدف للإستقلال وطرد المحتلين .
أما المتأسلمون فهم لا يختلفون كثيرا عن المتعلمنون رغم إدعائهم أنهم يتناقضون "إيديولوجيا " , إلى أن فهمهم لأمور يبقى ضيق ولا يأخذون من المناهج والكتب سوى ما يريدون أو يخدم أفكارهم المريضة الناتجة عن كبت و مكامن نقص في شخصياتهم ومناهجهم الغبية التي لا تناقش في الأمور إلا كل ماهو غرائزي بيولوجي للأسف .
وإن تحدثنا قليلا عن المسلمين والعلمانين الحقيقيين فنجدهم على العموم يلتقون في الكثير من الخصال النبيلة والأهداف الثورية التي تحترم الإنسان والأرض والعرض , فنجد علمانين يناضلون من أجل فلسطين والصحراء الغربية ونجد مسلمين حقيقيين يناضلون في فلسطين وحتى الصحراء الغربية على عكس المتأسليمن والمتعلمنين الذين لطالما وقفوا ضد طموح هذه الشعوب وساندوا الأنظمة الإنبطاحية خصوصا النظام المغربي والكيان الصهيوني .
فالمتأسلمين من أمثال داعش وحالش وغيرها لا يخدمون سوى المصالح الإمبريالية الرجعية في منطقة الشرق الاوسط وحتى المنطقة المغاربية عبر تشويه الدين والأمة والمرأة هذه الاخيرة التي تعكس مدى تقدم المجتمع كما قال كارل ماركس 'إذا أردت أن تعرف مدى تقدم مجتمع ما، فانظر إلى وضع المرأة." , ولكن المتعلمنون والمتأسلمون دائما ما يهدفون إلى تشويه المرأة خصوصا العربية واختزال دورها في ماهو غرائزي وهي نقطة التقاء بين هذه الأفكار المريضة .
 والخطير في الامر أن هذه الأفكار المريضة بدأت تدريجيا تتسل للمجتمع الصحراوي , فبعض المتأسلمين يعتقدون أن الله لم يهدي سواهم وأنه كلفهم بالدفاع عنه ويساندون المحتلين بحجة "لا حاجة لنا بدويلات" كما لو كانت قطر تساوي نسبة أراضي بريطانيا, أما المتعلمنون فيعتقدون أنهم هم فقط على صواب ويروجون لأفكارهم التي تدعي التحرر في المجتمع ويساندون المجرمين من الكيان الصهيوني باسم الشعب الصحراوي تحت غطاء حقوق الإنسان .
خلاصة القول ان المتعلمنين والمتأسلمين وجهان لعملة واحدة , ويشتكرون في الكثير من الأساليب والأفكار التي تهدف لتدمير المجتمعات والأوطان سواء عبر الخطاب الديني الذي يتم استغلاله لحشد الناس خلف أهداف انتهازية شخصية تخدم "شيوخ القرن 21 ", أو عبر الخطاب المزين بالشعارات الفضفاضة والبهلوانية اللفظية التي يتقنها هؤلاء المتعلمنون .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق