مقال : تنمية الوهم :ظاهرها ضباب وباطنها سراب


مقال بقلم : احمد بعيريس
   من المصطلحات الأكثر شيوعا وتداولا داخل الأوساط الإعلامية المغربية لفظ "التنمية " بل لا يكاد يخلو أي نقاش دون وروده سواء بالمقاهي أو المنتديات ووسائل التواصل الإجتماعي ... كما لا تمر نشرة إخبارية دون أن يتبجح فيها مسؤول عن إنجازات التنمية ومدا نجاعة الإستراتيجية المغربية للنهوض بالعنصر البشري بإعتباره ركيزة أي تنمية .
  مداشر الصحراء أكبر دليل على أن التنمية ما هي إلا وهم وأن كلام المسؤولين كالسراب يحسبه الظمأن ماءا كلما دنا منه إلا وجلبه بريق مياهه لكن لكل بداية نهاية وسرعان ما يكتشف الظمأن أن ما بدا له ماءا هو في الحقيقة سراب لكن شدة عطشه وطوقه للماء أوهماه العكس , وهذا حال النظام المغربي يستغل مدا طوق المتلقي للإنعتاق من ويلات الفقر والتهميش والإقصاء ولهفته للتحرر من سجن البطالة العائق الكبير أمام تنميته ذاتيا , ويحاول قدر الإمكان تنويمه مغناطيسيا من خلال وصلات إذاعية مرئية وإخرى مسموعة لينعم في رغد الأحلام وما ينتظره من مستقبل مشرق .
   دائما ما يربط الإعلام المغربي التنمية في الصحراء بالعمران والمنشئات الكمالية من نافورات وبنايات متعالية وهو ما بات يوصف عند المحللين بتنمية الحجر وإتضح فيما بعد أنها على حساب البشر , فما جدوى مسابح بمواصفات دولية علما أنها مغلقة ولم تفتح أبوابها يوما في مدينة معدل بطالتها جاوز كل التوقعات , وما جدوى ساعات رملية وأخرى إلكترونية ضخمة في مدينة معدل دخل الفرد فيها معدوم ويعيش فيها من لايملك قوت يومه, وما جدوى نافورات وأضواء إحتفالية لمدينة لا  تطبيب فيها  , وما جدوى المهرجان وكرامة الصحراوي تهان  , حديثنا هذا كان عن كليميم وبه قس على باقي مداشر الصحراء فأي 7 دراهم تصرف مقابل كل درهم والقناطر لا تصمد عند أول قطرة بعد تشييدها ؟ وأي أولوية والتنمية على حساب المواطن ,  وبتحليل معطياتها جيدا يتضح أن حصيلتها كانت تشييد وإعمار الصحراء على حساب الصحراويين وثرواتهم مع العمل على تهميشهم وإقصائهم مقابل إغناء وتحصين من يخدمون أجندتهم السياسية القذرة ومن في زمرتهم .
   مدشر كليميم المنهوب  شاهد على مدا زيف شعارات النظام المغربي الرنانة والتي ما فتئ يتشدق بها مسؤولوه عبر خرجاتهم الإعلامية المدروسة مسبقا والمصدرة أساسا للرأي العام الدولي المواكب لنزاع الصحراء الغربية والممنوع أصلا من زيارتها, مكوناته ومن هول الوضع إنقسمت بين محللين للوضع ونقاد منتشرين على المقاهي وأرصفة الطرقات يمررون المغاطالت التي تم حشوهم بها ومن كثرة ثرترتهم هيئ لهم أنهم ثائرون وماهم سوى أبواق تجتر ما يمليه أسيادها , وفئة مرابطة بالشوارع كاسرة حاجز الصمت والمقاربة الأمنية دفاعا عن حقوقها ومطالبها من معطلين ومقصيين ومعاقين ... يعيشون تحت رحمة صوط جلاديهم فالأمن حوله علامة إستفهام  , أما أبنائها ومن كانت تعدهم سندا لها من مثقفين وحقوقيين فجلهم أذانهم صماء لخوف على منصب ,وعد بمنصب أو... وغيرها من الأسباب التي أجبرتهم على الحياد ولو على كرامة محيطهم , فئة الشوط الثالث أو شوط المحللين هي الأكثر إنتشارا كونها مدعومة مقابل خدمتها من يفسدون في أرض وادنون وينهبون ثروتها ومن  صاروا أغنياء غناءا فاحشا بين عشية وضحاها وباتوا يبهرون  المستمع بحديثهم بعد إن كانوا إلى الأمس القريب محدودي الأفكار وعلى قدر من الجهل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق