مقال: الاستعمار الفرنسي- الاسباني للصحراء الغربية يغير اوراق اللعبة السياسية في الصحراء الغربية.




بقلم الكاتب والصحفي محمد سالم احمد لعبيد
يوما بعد اخر تتأكد المؤامرة الدنيئة وتتضح بشكل جلي حقائق تاريخية ظلت حتى الامس القريب محل تساؤلات وشكوك ومحاطة بهالة من التضليل والتعتيم و الاخفاء من اتخذ حقيقة قرار احتلال الصحراء الغربية؟
من دعم فكرة المسيرة السوداء وتغطيتها بالاجتياح العسكري في 31 اكتوبر 1975؟
ما حقيقة دور اسبانيا ومن فعلا طرح فكرة اتفاقيات مدريد؟و ما علاقة ذلك بالخبر الذي تحدث عن التقسيم ديسمبر 1969 عبر اذاعة لدن الدولية؟
من وقف وراء توريط نظام المرحوم ولد داداه في حرب الصحراء؟
لماذا فتحت اسبانيا الطريق امام الجيش المغربي حتى قبل انسحابها وسهلت له ارتكاب جرائم حرب بشعة تؤكدها المقابر الجماعية يوما بعد أخر ولماذا انسحبت قبل الوفاء بالتزاماتها ؟ان كانت هناك نوايا بالتزام اصلا ؟
ما الدافع الذي جعل فرنسا تضع خبرتها العسكرية والسياسية ومكانتها الدولية بين يدي المغرب بل وتشارك بشكل مباشر بطائراتها في الحرب الى جانبه ضد الشعب الصحراوي؟
ما السر وراء صدور كتاب صديقنا الملك لجيل بيرو وكتاب من يمتلك المغرب لمومن اديوري بفرنسا والترويج لزيارة زوجة الرئيس الفرنسي دانييل ميتيران الى مخيمات اللاجئين و ترأسها منظمة فرنسا الحريات قبل وقف اطلاق النار بأيام والتراجع ب 180  درجة لتقف فرنسا بشكل صارم وواضح في وجه تقرير بيريز ديكوييار الاخير ديسمبر 1991 والضغط من اجل توسيع قاعدة الناخبين وتغيير روح مخطط التسوية الاممي التي تم الاتفاق عليه ؟
لماذا دخلت فرنسا على الخط بشكل مباشر واعدت بالتعاون مع اطراف دولية اخرى ما يسمى مقترح الحكم الذاتي وضغط على الجميع لفرضه على البوليساريو والتهديد باستخدام البند السابع في حال رفضها لذلك؟
ما الخلفيات الحقيقة وراء ما حدث بجزيرة بيرخيل الاسبانية و السر وراء هجمات 11 مارس الارهابية بباريس ومقتل هشام المندري  بمالاغا وما سر التعاون الفرنسي الاسباني حول القضية الصحراوية بالأساس؟
لماذا تخلت فرنسا عن مكانتها الدولية ومرجعيتها الديمقراطية ودفاعها عن حقوق الانسان والحريات عندما يتعلق الامر بالصحراء الغربية ؟ووقفت سدا منيعا امام حماية حقوق الانسان بالصحراء الغربية في مجلس الامن لدرجة التهديد باستخدام الفيتو؟
لماذا لعبت اسبانيا دورا بارزا في الترويج لعلاقة غير موجودة بين البوليساريو و الارهاب واستغلت اختطاف المتعاونين الثلاثة من المخيمات للتهويل والتهريج و اثارة الخوف والضغط على المتعاونين والمتضامنين ؟
لماذا ظلت اسبانيا وحتى الامس القريب مرجعية لقرارات الاتحاد الاوروبي والبرلمان الاوروبي واستخدمت موقعها كقوة مديرة بشكل سلبي لتعطيل اي موقف اوروبي من القضية الصحراوية ؟
هذه التساؤلات وغيرها كثيرة بكل تأكيد ,بدأت تتضح معالمها منذ 2014
1- على مستوى الساحة الاوروبية:
فمع بداية توجه السياسية الخارجية للجبهة نحو اوروبا وصدور مواقف غير المواقف التقليدية من دول اوروبية و اساسا ابريطانيا ودول الشمال وصلت حد استقبال الرئيس الايرلندي للرئيس الصحراوية و وبدا الحديث في بعض الدول مثل السويد عن موضوع الاعتراف بالدولة الصحراوية وانبرت احزاب سياسية اوروبية وبرلمانات بمواقف مماثلة مما جعل الاتحاد الاوروبية والبرلمان الاوروبي بالأساس يجعل القضية الصحراوية حاضرة بشكل مستمر في نقاشاته سواء تعلق الامر بموضوع حقوق الانسان او ملف الثروات الطبيعية وحتى على مستوى الموقف السياسي الذي اصبح يدعم بشكل صريح قرارات الامم المتحدة ويطالب باحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير,و بدأت الاجابات على التساؤلات السابقة تتضح اكثر عندما اتخذت جبهة البوليساريو الموقف الشجاع في لعب ورقة القضاء الاوروبي ودخلت المحاكم الاوروبية وهو ما كانت نتيجته قرار المحكمة الابتدائية للاتحاد الاوروبي بإلغاء الاتفاقيات الزراعية مع المغرب لكونها تشمل الثروات الطبيعية للصحراء الغربية ديسمبر 2014 ,حيث انبرت فرنسا واسبانيا بشكل مباشر للضغط على اللجنة الاوروبية ومجلس اوروبا من اجل الطعن في قرار المحكمة امام المحكمة العليا ومن اجل الضغط على الجبهة وعلى الامم المتحدة وعلى اوروبا ,سارع المستعمران الى فرض املاءات على المغرب منها رفض استقبال الامين العام للأمم المتحدة السيد بانكيمون والسفر الى فرنسا في نفس التاريخ الذي كان محددا للزيارة ثم طرد المكون السياسي لبعثة الامم المتحدة من اجل الاستفتاء بالصحراء الغربية وبعد ذلك عدم المغرب بقوة ودفعه نحو التوجه اتجاه افريقيا ليصل الضغط ذروته بخرق المغرب لوقف اطلاق النار يوم 12 اغسطس 2016 بمنطقة الكركرات المحررة
فشل المستعمران وفشل ضغطهما على محكمة العدل الاوروبية فجاءت النتيجته واضحة وقوية في 21 ديسمبر 2016 , حول الاتفاقيات التجارية المتعلقة بالمنتجات الزراعية التي تدخل في اطار الثروات الطبيعية للصحراء الغربية ,فالقرار اكد على ان الصحراء الغربية محتلة وان المغرب قوة احتلال وان الصحراء الغربية والمغرب أرضان متميزتان ومنفصلتان وان البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي وان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير غير قابل للتصرف وانه لا يمكن بأية حال من الاحوال تمديد اي اتفاق بين المغرب والاتحاد الاوروبي ليشمل الصحراء الغربية
فشل خطوات ضغط المستعمرين فرضت عليهما التراجع ,فانسحبت قوات المغرب من منطقة الكركرات وتم ارجاع جزء كبير من المكون السياسي لبعثة الامم المتحدة من اجل الاستفتاء بالصحراء الغربية وبدا التوجه نحو كسب ود الامين العام الجديد للأمم المتحدة واللعب على مكانته في المنتدى الاشتراكي العالمي الخاص بالرؤساء ورؤساء الحكومات خصوصا وان رجل اسبانيا فيليبي غونساليس ,المعروف بسفير المغرب بأمريكا اللاتينية ,مقرب جدا من السيد غوتيريس
خطوة جبهة البوليساريو الجريئة هاته والذكية جعلت المحتل المغربي خارج حلبة الصراع ,فالدعوى ضد الدول الاوروبية والشركات الاوروبية ,وحتى حضور ما يسمى نقابة المزارعين المغاربة لجلسة المحاكمة كان بدون معنى وبدون فائدة مع انه لاتبرير لحضوها ,فكان لابد من ان يبرز المحتل الحقيقي للصحراء الغربية بشكل مباشر للمواجهة فبرزت فرنسا واسبانيا بمحاميها وخبرائها رغم محاولتهما التغطية بجر ثلاثة دول اخرى لم يكن لها حضور فعلي
وكردة فعل غبية من اسبانيا حركت مملكة الاستعمار ورقة تهديد عدالتها في دعوى بدون اساس من جمعية مغربية استخباراتية ضد الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي شخصيا رغم انه قضى ازيد من 10 سنوات ممثلا للجبهة في مدريد وكانت ذات الدعوى السياسية بامتياز قائمة فلم يستدعيه احد ولم يتحدث اليه احد عن الموضوع
كما عدمت الحكومتان الاستعماريتان الى تجاهل قرار محكمة العدل للاتحاد الاوربي ,فسمح لبواخر تنقل ثروات الصحراء الغربية بالمرور عبر موانئي اسبانية وتفريغ حمولاتها بموانئي فرنسية واسبانية ,حيث ورغم قرار قضاء مقاطعة بالما دي مايوركا وقرار المحكمة الجهوية للمقاطعة ضد باخرة شحن الرمال من الصحراء الغربية جاء قرار الحكومة المركزية بالتفريغ ,ولم تتوقف الدولتان عند هذا الحد بل عملتا على فرض ما يسمى الحل التقني لقرار المحكمة بالبحث عن محاور اخر غير البوليساريو ومن ضمنهم محاولة توريط شيوخ تحديد الهوية ايام محاكمة ابطال محكمة اكديم ايزيك في الامر ,وهي الخطة التي لا تزال متواصلة حتى الان وحتى بعد خلاصات المدعي العام امام محكمة العدل للاتحاد الاوروبي حول اتفاقيات الصيد البحري بين الاتحاد الاوروبي والمغرب التي تمس من المياه الاقليمية للصحراء الغربية
الى جانب ذلك تنضاف حرب الجوع التي تقودها اسبانيا وفرنسا ضد الشعب الصحراوي سواء من خلال الضغط على الجمعيات والبلديات الاسبانية اومن خلال التحكم في الجمعيات والمنظمات المنفذة لبرامج موجهة للاجئين مثل منظمة ايكو والبام والتواجد الدائم للمنظمات الاسبانية بالمخيمات ظاهرها انساني تعاوني وبعضها باطنه للرقابة على مؤسسات الدولة الصحراوية والضغط لوضع الجبهة امام خيارين :السماح بالحل التقني لقرار المحكمة الذي تقوده اسبانيا وفرنسا او الجوع للمخيمات لتسهيل التعامل المباشر مع اللاجئين دون المرور بالجبهة و افراغ الجبهة من محتواها لتسهيل تفكيكها
2-على مستوى الاتحاد الافريقي
معطيات عدة جعلت فرنسا تحل محل المغرب في المواجهة على الساحة الافريقية:
قوة الموقف الافريقي الى جانب القضية الصحراوية لدرجة تبنيها كأخر قضية تصفية استعمار بالقارة وتعيين مبعوث خاص للاتحاد الى الصحراء الغربية والضغط الكبير الذي يمارسه الاتحاد على الامم المتحدة سواء من خلال الجمعية العامة او من خلال مجلس الامن للتعجيل بتصفية الاستعمار من الاقليم
فشل دور الوسطاء من السنغال وكوتديفوار و الكابون وغيرها من دول الوصاية الفرنسية في التأثير على مواقف الاتحاد
هما عاملين جعلا فرنسا ترغم المغرب على طلب العضوية و بأي ثمن ,فصادق على القانون التأسيسي للاتحاد والميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب رغم ما يلزمه ذلك من التزامات, اولها الاعتراف بسيادة كافة الدول الاعضاء وثانيها احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار وثالثها الدفاع عن وحدة وسيادة الدول الاعضاء والدولة الصحراوية عضو مؤسس للاتحاد لينضم الى الاتحاد مطلع سنة 2017 بهدف واضح وبخيارين لا ثالث لهما:
طرد الدولة الصحراوية ,وبذلك تحقيق الهدف المغربي في تحييد دور الاتحاد الافريقي والهدف الفرنسي في اعادة صياغة القانون التأسيسي للاتحاد بما يفرض شروط فرنسا التي تؤمن لها امتصاص ثروات الشعوب الافريقية والعودة القوية للهيمنة الفرنسية على القارة مما يعطيها القوة الاقتصادية والقوة السياسية على المستوى الدولي
او,تشتيت الاتحاد الافريقي وهو ما يمكن ايضا المغرب من تحييد دور الاتحاد في القضية الصحراوية ويسهل على فرنسا بناء التكتلات التي تخدم مصالحها وتضمن مكاسبها المبنية على حساب افريقيا
غياب المغرب عن اجتماع مجلس السلم و الامن حول القضية الصحراوية مطلع مارس 2017 و افشاله لاجتماع الشراكة بين الاتحاد الافريقي و الامم المتحدة بداكار والفوضى التي اثارها بقمة الشراكة مع اليابان بالموزمبيق افشل مساعي النظام المغربي وعطل دوره نهائيا ,وهنا فرض على المستعمر الحقيقي للصحراء الغربية الظهور الى المواجهة ,وهو الظهور المخزي الذي ظهرت به قبل انعقاد قمة الشراكة الخامسة بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي لدرجة صرح ايامها وزير الخارجية الفرسي من الرباط بان لا حضور للجمهورية الصحراوية وضغط فرنسا نهارا جهارا على كوتديفوار وعلى جميع الدول التي تستطيع الضغط عليها من اجل منع حضور الجمهورية حتى ان الرئيس ماكرون طار لزيارة ستة دول قبل وخلال القمة لتأنيبها ومعاتبتها ,فحضرت الجمهورية الصحراوية وفشل الاستعمار الفرنسي الذي جاءت رده فعله من الجزائر عندما قال ان القضية الصحراوية صراع مغربي –جزائري مع انه رئيس دولة من الدول ذات العضوية الدائمة بمجلس الامن ويعرف جيدا اكثر من غيره ان كافة قرارات الامم المتحدة بما فيها قرارات مجلس الامن تحدد بوضوح طرفي النزاع :جبهة البوليساريو والمغرب ولاتعترف للمغرب بالسيادة وتؤكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير
تصريح بهذا الحجم يعكس حقيقة الفشل الذي مني به الاستعمار الفرنسي ويوضح بما لا يدع مجالا للشك من المحتل الحقيقي للصحراء الغربية
3-على مستوى امريكا اللاتينية
الدور هنا من مهمة اسبانيا الاستعمارية ,فاغلب الدول مستعمرات اسبانية سابقا ولغتها الرسمية او الثانية هي الاسبانية وعلاقة هذه الدول باسبانيا هي ذاتها علاقة فرنسا بأغلب دول افريقيا ,وعلى هذا الاساس تكفلت اسبانيا بمواجهة الجبهة والدولة الصحراوية بأمريكا اللاتينية,فاقامة فيليبي غونساليس وقوة علاقاته بتلك الدول كان وراء تمرير سياسة اسبانيا الرسمية حول قضية تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية ,فظلت اسبانيا تضغط من هنا وتوجه من هناك تارة للحصول على رد على نجاحات الجبهة بتجميد اعتراف وطورا بخلق مشاكل لدبلوماسيي الجبهة وكان ذلك واضحا جدا من خلال تورط اسبانيا الرسمية من خلال قنصلها في ماوقع للدبلوماسية الصحراوية خدجتو المخطار بجمهورية البيرو ناهيك عن توجيه سياسة المغرب هناك والتعاون الوثيق بين سفارات اسبانيا وسفارات المغرب بين هذه الدول رغم اختلاف الثقافة واللغة
4-على مستوى الامم المتحدة:
انتهت فترة بانكيمون-روس والعالم يقف على :
رفض الاحتلال للحل السلمي الذي دعى اليه مجلس الامن وتوقف المسار السياسي
عرقلة المحتل لمعمل بعثة الامم المتحدة من اجل الاستفتاء بالصحراء الغربية
الحل الوحيد و الاوحد للقضية الصحراوي يمر حتما عبر الاستفتاء الذي يرفضه المغرب
لا تقدم في الحل دون المرور بالمحتل الحقيقي للصحراء الغربية :الثنائي فرنسا-اسبانيا و مجموعة اصدقاء الصحراء الغربية تحت رحمة الاثنين
اوضاع حقوق الانسان بالمناطق المحتلة كارثية ونهب الثروات الطبيعية متواصل بشكل ممنهج وفرنسا تعارض اي حماية لحقوق الانسان بشدة داخل مجلس الامن
المحتل المغربي محاضر افريقيا و امميا وقرار محكمة العدل الاوروبي يدعم حجة الطرف الصحراوي بقوة ويفرض على مجلس الامن قرارات جديدة فيما يخص الثروات الطبيعية للإقليم
و بدأت فترة انطونيو غوتيريس-وكوهلر والوضع متوقف عند:
المسار السياسي للحل متوقف كليا و ازمة بين المحتل المغربي و الامم المتحدة وضغط قوي تقوده فرنسا داخل مجلس الامن لصالح المغرب مدعومة باسبانيا من داخل مجموعة اصدقاء الصحراء الغربية
خرق المغرب لوقف اطلاق النار في الكركرات وما ترتب عنها
المكون السياسي لبعثة الامم المتحدة من اجل الاستفتاء بالصحراء الغربية لازال مطرود حسب رغبة المغرب من طرف واحد
المغرب يرفض كل شيء ويواصل انتهاك حقوق الانسان ونهب الثروات الطبيعة وموقف فرنسا واسبانيا اكثر تعنت من المغرب نفسه
سلبية اعضاء مجلس الامن امام الموقف الفرنسي
ضغط افريقي قوي من اجل تصفية الاستعمار من اخر مستعمرة بإفريقيا
عزلة المغرب ,وفشل سياسته المملية عليه من قبل فرنسا بالأساس ,جعلت فرنسا واسبانيا تبدأن في الظهور والمواجهة بشكل مباشر
فرنسا:
تحويل قصر اقامة ملك المغرب الدائم من الرباط الى باريس
الضغط على الامين العام ليوجه طلب انسحاب قوات الطرفين من الكركرات ليعطي الفرصة للمغرب بالانسحاب وهو ما حدث بسرعة وفي مدة لم تتجاوز 24 ساعة بعد الطلب
ارجاع وبشكل انتقائي مع اقصاء مكون الاتحاد الافريقي للمكون السياسي لبعثة الامم المتحدة
الضغط على مجلس الامن لاتخاذ قرارات ادانة ضد الجبهة بحجة انها لم تنسحب من الكركرات وان المغرب تجاوب مع دعوة الامين العام وانه اعاد مكون البعثة المطرود وما الى ذلك
الضغط اتجاه الاتحاد الافريقي لتحقيق الاهداف السابقة التي ذكرناها في محور الاتحاد الافريقي
الضغط لإخراج القضية عن مسارها الحقيقي وتحويل طرفي النزاع من صحراوي –مغربي الى جزائري مغربي كما جاء على لسان ماكرون خلال زيارته للجزائر
ارسال ساركوزي الرئيس السابق والمتابع قضائيا الى رواندا في تعقب واضح لخطوات وتحركات المبعوث الشخصي الجديد السيد كوهلر
اعلان الخارجية الفرنسية خلال استقبالها للسيد كوهلر عن دعم فرنسا الصريح لما يسمى مقترح الحكم الذاتي المغربي
محاولة اعادة ترتيب اوراق فرنسا بالمغرب العربية والضغط على الجزائر بملفي الامن والسلم بمالي وليبيا وحتى تونس والضغط على موريتانيا لتعيين سفير بالمغرب و اعادة العلاقات بين البلدين
الضغط على دول اوروبية لتغيير مواقفها التقليدية ازاء القضية الصحراوية خصوصا من المتحمسة جدا لتطبيق قرارات محكمة العدل الاوروبية ,كما حدث مؤخرا مع الدانمارك لمحاولة التغطية على عمل فرنسا واسبانيا الخبيث داخل الاتحاد الافريقي
اسبانيا:
تكثيف الضغط على دول امريكا اللاتينية
استقبال الملك لمن تسمى رئيسة جمعية ضحايا ارهاب البوليساريو
الضغط الانساني ومواصلة تقليص المساعدات وعرقلة القوافل الانسانية ودعم مشاريع اقتصادية خارج مؤسسات الجبهة والدولة الصحراوية
تسهيل عملية ارساء وتفريغ الثروات الطبيعية المنهوبة من الصحراء الغربية
عزل وتشتيت و تهميش الجمعيات الاسبانية المتضامنة مع الشعب الصحراوي وحصر دورها في ملف برامج عطل في سلام
اعادة تنظيم حاملي الجنسية الاسبانية من الصحراويين والعمل على تجنيدهم وتجميعهم في جمعيات تحضيرا لتكوين تنظيم موازي للجبهة من اجل تجريدها من صفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي
توجيه الصحافة الاسبانية على مختلف مشاربها للتعتيم على القضية الصحراوية و ابراز مشكل الدعوى القضائية المفترضة لجمعية مغربية ضد الرئيس الصحراوي لوحده دون غيره
التركيز على ملف الفتيات الصحراويات اللاتي كن محتضنات من قبل عائلات اسبانيا غالبيتها لأسباب صحية واللاتي قررت عائلاتهن او قررن من تلقاء انفسهن البقاء في المخيمات وتهويل الامر وابراز البوليساريو كتنظيم لا يحترم حقوق الانسان ويختطف النساء عن رغم انفسهن
من كل ما سبق ,وبالعودة الى التساؤلات المطروحة في بداية التحليل نصل الى تسجيل الخلاصات التالية :
1- ان قرار التقسيم واتفاقيات مدريد الثلاثية المشئومة لم يكن غير موقف مشترك بين اسبانيا وفرنسا على غرار ايكوفيون نهاية الخمسينيات من القرن الماضي,كما ان المعطيات الاخيرة تبرز ان ما ارتكب من جرائم ضد الصحراوين قبل 27 فبراير 1976 كان برعاية وموافقة اسبانية صرفة وتحت مسؤوليتها
2- تأخر دخول الاتحاد الاوربي في مسار تصفية الاستعمار الاسبانية كان خطة اسبانية –فرنسية بالأساس وظل طوال اعتماد الاتحاد الاوروبي في تناوله للقضية الصحراوية رهينة توجيهات القوة المديرة للإقليم من وجه نظر القانون الدولي حتى نقلت البوليساريو معركتها نحو اوروبا وكانت النتائج واضحة جدا
3- دعم فرنسا العسكري للمغرب سواء بالسلاح او العتاد او الخبر او تدخل طائرات الجاغوار بشكل مباشر منطلقة من مطارها في داكار عاصمة السنغال وهدايا اسبانيا العسكرية ايضا ومنها الالغام التي تمال جدار الذل والعار والمصنوعة في مقاطعة ساراغوصا والدبابات التي بيعت للمغرب بسعر رمزي 1 اورو للدبابة ,هو ما يبرز ان الذي يحتل الصحراء الغربية حقيقة هو فرنسا واسبانيا والمغرب منفذ فقط
4- موقف فرنسا اسبانيا سواء داخل مجلس الامن و اساسا فرنسا او هما معا من خلال ما يعرف بمجموعة اصدقاء الصحراء الغربية ومعارضتهم لأي موقف ضد المغرب و اي حماية لحقوق الاسنان او الثروات الطبيعية للإقليم او تطبيق قرارات الامم المتحدة هو موقف للدفاع عن احتلالهما للصحراء الغربية وليس دعما للمغرب في حد ذاته
النقاط الخمس كانت حاضرة في تحليل الجبهة وعليه ,اتخذت قرارا مسئولا وتحملت مسؤوليتها رغم المخاطر في دخول المعركة القانونية بهدفين:
1- عزل المغرب جهويا و افريقيا ودوليا وتعطيل فعله التوسعي وتحييده
2- تحييد المغرب لان الساحة اوروبية والمحاكم اوروبية والدعوى مرفوعة ضد دول وشركات اوروبية
3- جر المستعمرين الحقيقين فرنسا واسبانيا الى المواجهة المباشرة والخروج من التقوقع  خلف المغرب ,ومنها اظهار المعرقل الحقيقي للتسوية الى العالم خصوصا وان المغرب وكما اكدت الجبهة دائما لا قوة له ولا قيمة دوليا تجعله يعارض قرارات مجلس الامن او يتطاول على الولايات المتحدة الامريكية عندما اعتزمت طلب توسيع صلاحيات بعثة المينورصو لحماية حقوق الانسان و لا قيمة ولا قوة له لرفض مبعوثين شخصين امريكيين جيمس بيكر وكريستوفر روس مع ان هذا الاخير لازال موظف بالإدارة الامريكية بوظيفة سفير
وهي الاهداف التي تحققت:
1- المغرب بدون فاعلية ومعطل نهائيا ,ينفذ اوامر واضحة من المستعمرين,ومن اخطرها مصادقته على القانون التأسيسي للاتحاد الافريقي والميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب وكذا حضوره قمة الشراكة الخامسة بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي الى جانب الجمهورية الصحراوية بالعاصمة البوركينافية ابدجان
2- تصريحات وزير الخارجية الفرنسي قبل القمة التشاركية من الرباط وتصريح الرئيس الفرنسي من الجزائر وملاحقة ساركوزي للمبعوث الشخصي في افريقيا والعمل الخبيث لاسبانيا وبروز الاثنين في مواجهة قرارات محكمة العدل الاوروبية وانكشاف الدور الحقيقي للاثنين على مستوى الامم المتحدة
الان انتصر الشعب الصحراوي ,وهو الانتصار الذي يتمثل في مواجهته ومقاومته لأزيد من 40 سنة لدولتين احداها دائمة العضوية بمجلس الامن وثالثهما عميل منفذ مرتزق على الميدان
مع اتضاح الرؤية الان للجميع اصبحت البوليساريو امام عدة خيارات مفتوحة وامتلكت اوراقا جديدة للضغط ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1- متابعة اسبانيا قانونيا لارتكابها جرائم حرب ضد الصحراويين مع سبق الاصرار والترصد,وتحريك دعاوى امام المحاكم الاسبانية و الاوروبية من طرف الجبهة كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي وصحراويين بشكل انفرادي او مجموعات و اساسا حاملي الجنسية الاسبانية حاليا او سابقا
2- تفعيل قرار المحكمة العليا الاسبانية منذ اربع سنوات الذي يؤكد بان اسبانيا هي القوة المديرة للإقليم وتقويته بقرارات محكمة العدل الاوروبية لتحريك دعاوى قضائية لمطالبة اسبانيا بالتعويض عن اسقاطات و تأثيرات اللجوء والتشريد و تعويضات اخرى عن الثروات التي نهبت منذ بداية استغلال اسبانيا للثروات الطبيعة للإقليم وحتى اليوم
3- ابراز ورقة رفض التفاوض مع المغرب ,بما ان خلاصات المدعي العام امام محكمة العدل للاتحاد الاوروبي تؤكد ان لا وجود لقوة مديرة بحكم الامر الواقع ,والمطالبة بالتفاوض مع القوة المديرة قانونيا اي اسبانيا
4- تركيز العمل الدبلوماسي والسياسي اتجاه فرنسا والمطالبة بتصفية الاستعمار الفرنسي من الصحراء الغربية و اساسا على مستوى افريقا و امريكا اللاتينية و اوروبا
5- تركيز العمل التضامني في فرنسا ومحاصرتها بأحكام محكمة العدل للاتحاد الاوروبي فيما يخص الثروات الطبيعية وانتهاج نفس الخطة فيما يتعلق بحقوق الانسان لدعم تقارير المنظمات الدولية بقرارات محاكم دولية والبحث عن محاكم امريكية سواء فيما يتعلق بالثروات الطبيعية او بحقوق الانسان
6- ميدانيا استغلال ابسط خطا للمغرب لغلق معبر الكركرات غير الشرعي و تفعيل دور المناطق المحررة لجر المغرب نحو الحرب التي لا طاقة له بها,وتنشيط ورقة الارض المحتلة و تفيعل دور الجاليات في فرنسا واسبانيا بالأساس.



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق