الرباط المغرب /21 يناير 2018 : المرصد ميديا
بعد تأزم
الحالة الصحية لبعض من المعتصمات الصحراويات اللاتي لم يستطعن مقاومة موجة البرد
القارس وباتت حالتهم تدق ناقوس الخطر كان أخرها إصابة إحدى النسوة بشلل على مستوى
الرجل باتت معه شبه مقعدة خصوصا بعد مصادرة حاجياتهم الشخصية من ملابس وأغطية في
عز موجة البرد دون أدنى رحمة إثر شن قوى
الأمن لهجوم غادر على المحتجين ليلة 17 من يناير الجاري تدخل وحشي خلف كالعادة
ضحايا في صفوف المعتصمين , وفي ظل سياسة اللامبالاة التي تنهجها السلطات المركزية
إتجاه الفئة وملفها المطلبي قررت لجينة
منبثقة عن المعتصم التوجه صوب الإدارات المعنية لتقديم إستفسار عن مأل حاجياتهم .
بداية المشوار
كان من مديرية الأمن بالرباط حيث كان رد مسؤوليها بالمفاجئ الأخيرين صرحوا أن لا
علم لهم بوجود تدخلات أمنية على المعتصمين ولا بوجود حاجيات مصادرة وأن الأمر
بالتدخل لم يكن صادرا عن المديرية , المحطة الثانية كانت المصالح الولائية التي
حدت حدو سابقتها وأنكرت علمها هي الأخرى بالتدخلات العنيفة ليتم التوجه بعدها صوب
البلدية التي أحالتهم على مؤسسة خيرية وبعد ساعات من الإنتظار تم الإفراج عن بعض
من الحاجيات مع الإبقاء على مستلزمات جلسة الشاي قيد الإحتجاز وهو ما إعتبره
المحتجون مسا بالموروث الثقافي الصحراوي خصوصا وأن جلسات الشاي لها طقوسها
الخاصة وتعتبر ميزة من ميزات المجتمع
الصحراوي , وطبعا لم يستلم المعتصمون الحاجيات إلا بعد توقيعهم على إشهاد
بالإستلام ألحقه بهم باشا المدينة ورئيس إحدى الدوائر الأمنية قبل إسترجاعهم
لأغراضهم , علما أن جل المصالح التي
زارتها لجينة المعتصم في إطار رحلة الإستفسار عن الحاجيات المسلوبة حملت المسؤولية
لباشا المدينة ورئيس مقاطعة حسان
.
تحركات
المعتصمين الأخيرة عرت من جديد واقع سياسة الفوضى وللامبالاة التي تعيشها الدولة
المغربية وكشفت بالملموس مدى تخبط وفشل مسؤوليها في التسيير كما أنها أكدت أن
مراكز القرار هي الأخرى إستشرى فيها الفساد وصار إستئصاله من المحال , من أنكروا
علمهم بالتدخلات الأمنية هم من تكلفوا بإيصال الحاجيات المصادرة لمكان تواجد
والمعنى أنهم على علم بجميع تحركاتهم , وكيف لهم أن لا يعملوا ومعتصم
الصحراويين بالرباط أصبح مادة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة
منها , وشكلت العنوان الأبرز للجرائد المغربية الورقية والإلكترونية منها بل
تداولاتها وسائل إعلام أجنبية ؟ كيف يجهلون أمر التدخل وصور النساء وهن يفترشن
الأرصفة ويلتحفن الجرائد والبلاستيك غزة وسائل التواصل الإجتماعي وتداولها
الملايين ؟ ما هو محتم وأكيد أن السلطات بالرباط تعاملت مع معتصم الصحراويين بناءا
على تقارير إستخباراتية توصلت بها من نظيرتها بكليميم وهو أمر طبيعي لكن مادا لو
كان التقرير كاذبا ؟ وأن الجهة مصدر التقرير هي فقط تداري على فسادها وعلى ظلمها
وطغيانها ؟ ويبقى السؤال الأهم ماذا لو كان الطرفان معا المرسل والمتلقي على علم
بما يجري وإنما يجاريان الطرف الثالث المواطن الصحراوي المهمش والمقصي والمحروم من
ثروته ؟