بعث رئيس الجمهورية الأمين لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي يوم الخميس رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة السيد انطونيو غوتيريس يطلعه فيها على سلسلة الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف دولة الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين العزل، وخاصة النشطاء المدافعون عن حقوق الإنسان والمعتقلون السياسيون في سجون الاحتلال, ملفتا انتباهه الى خطورة الأوضاع في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
نص الرسالة:
بئر لحلو، 22 فبراير 2018
السيد انطونيو غوتيريش،
الأمين العام للأمم المتحدة،
نيو يورك
السيد الأمين العام،
نكاتبكم اليوم لنلفت انتباهكم إلى تطور خطير تشهده الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، ضمن سلسلة الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف دولة الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين العزل، وخاصة النشطاء المدافعون عن حقوق الإنسان والمعتقلون السياسيون في سجون الاحتلال..
يتعلق الأمر هذه المرة برحيل واحد من معتقلي اقديم إيزيك، في شخص محمد الأيوبي، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى في مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، مساء يوم الأربعاء، 21 فبراير 2018.
وكما سبق وحذرنا، فإن عمليات القمع التي لجأت ولا تزال تلجأ إليها سلطات الاحتلال المغربي، بما في ذلك ممارسات لاإنسانية في حق المعتقلين السياسيين الصحراويين رهن الاعتقال، تنجم عنها تبعات وانعكاسات خطيرة على صحة وسلامة هؤلاء المواطنين الصحراويين.
والراحل محمد الأيوبي، الذي تم اعتقاله بعد الهجوم العسكري المغربي الغادر على مخيم اقديم أيزيك للنازحين الصحراويين، فجر الثامن من نوفمبر 2010، تعرض منذ اعتقاله، وخاصة منذ نهاية تلك السنة وخلال السنة الموالية 2011، لممارسات خطيرة، بما فيها الاغتصاب والضرب والتنكيل والتعذيب والحرمان من الحقوق الأساسية وغيرها.
إن دولة الاحتلال المغربي تتحمل المسؤولية المباشرة عن وفاة المعتقل السياسي محمد الأيوبي، نظراً لكون تلك الممارسات، بما فيها الاعتقال التعسفي الظالم لمجرد دفاعه عن حقوق إنسانية دولية مشروعة، قد كان لها الدور الحاسم في تفاقم وضعيته الصحية وتدهورها المستمر.
السيد الأمين العام،
وأمام حدث جلل مثل هذا، فإننا نلفت انتباهكم السيد الأمين العام إلى خطورة الموقف، لكونه ينذر ببداية جديدة لمسار التصفية الجسدية على مراحل في حق المدنيين الصحراويين العزل، والتي بدأت منذ الأيام الأولى للغزو العسكري المغربي للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975.
فعمليات التصفية، بما في ذلك بالقتل الجماعي حرقاً ودفناً ورمياً من الطائرات وبالرصاص وتحت التعذيب ورهن الاعتقال في المخابئ السرية، التي قامت بها القوات المغربية في القرن الماضي، أصبحت اليوم تتم عبر طرق أخرى، خاصة منذ اندلاع حراك المقاومة السلمية الصحراوية في 2005، على غرار الاغتيالات والتعذيب والتضييق والحصار والتجاهل والحرمان من الحقوق الأساسية، التي يتعرض لها المواطنون الصحراويون في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب، وبشكل خاص المعتقلون السياسيون .
إن عرقلة المملكة المغربية لجهودكم وجهود سابقيكم من أمناء عامين ومبعوثين شخصيين، لا تقتصر على مجرد وضع الشروط المسبقة ومحاولة تشريع احتلال عسكري لا شرعي، أو في خرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1، كما هو حاصل في منطقة الكركرات، بل إن هذه العرقلة تمتد إلى التمادي في نهب الثروات الطبيعية، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، عبر ممارسة أبشع صور القمع والحصار وعمليات الطرد الممنهج للمراقبين الدوليين المستقلين وغيرها.
وإننا نتوجه إليكم في هذه الرسالة لمطالبتكم بالتعجيل بإيجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ومن أجل التدخل العاجل لإنهاء هذه الوضعية اللاإنسانية الناجمة عن الاحتلال المغربي اللاشرعي وممارساته وإفلاته من العقاب وغياب الضغوط الدولية الكافية عليه.
إننا نطالبكم، ومن خلالكم المجتمع الدولي قاطبة، بالتحرك لتفادي مثل هذه الجريمة، التي يجب محاسبة المحتل المغربي عليها، وبالتالي الإطلاق الفوريلسراح معتقلي اقديم إيزيك ومعتقلي الصف الطلابي وامبارك الداودي ويحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية.
فالظروف القاسية والأوضاع الصعبة التي يعيشها هؤلاء المعتقلون، ناهيك عن آثار الإضرابات المتتالية عن الطعام التي خاضوها ويخوضونها، احتجاجاً على تلك الأوضاع (تجدون ملحقاً بهذه الرسالة تقريراً عن هذا الموضوع)،تتطلب التدخل العاجل لإنقاذ أرواحهم وضمان سلامتهم، والتطبيق الصارم لمقتضيات القانون الدولي الإنساني في حقهم.
أرجو التفضل بنقل هذه الرسالة إلى أعضاء مجلس الأمن الموقرين، وتقبلوا أسمى عبارات التقدير والاحترام.
إبراهيم غالي،
الأمين العام لجبهة البوليساريو
نقلا عن (واص)