مقال : الوحدة الوطنية ان لم تستوطن القلب فلا تراقصوها على الالسن


بقلم : جمال المحجوب محمد سالم كريدش
من نوادر وحدتنا الوطنية ما حدث معي و رفيقي ذات يوم ليس كباقي الايام  , و ليس ببعيد عن هذه الايام , فلا يفصلنا عنه دهر ولا عقد من الزمان , و انما حول  واشهر معدودات , وارينا فيه الثرى احد افضل الرفاق  فبعد ان شيعنا  جثمانه  لدار البقاء و انفض الجمع  الذي  حج من كل الانحاء لإلقاء نظرة  اخر لقاء  على نعش من ارتقى  للباري  وهو كله وفاء لثورة شعب تلظى  
 فامتطيت  ورفيقي  على عجل سيارة احدهم قد حضر عرف عنه نضاله  بغية كشف مصير  احد اقاربه قد اختطف منذ امد  هل هو حي ام قد استشهد ,
وعلى طول الطريق  حاضرنا صاحبنا  عن معاني الوحدة  و عن اخد العبر من هذا التشيع المحترم  لمناضل عرف عنه بسمو اخلاقه قد اعتصم , مستدلا على قوله لو لم يؤمن الراحل بما اسلف لما شارك  بتشييعه كل من حضر 
كلام  قد اعجبنا و بأذاننا   قد اطربنا و لخلجات انفسنا قد تسلل  و بأعماق قلوبنا قد استوطن فمن الجاهل الذي  يبدي  لمثل قوله تحفظ ومن يستطيع لتلك العبر ان ينتقد 

كنا كلنا  اذان  صاغية  لولا ازدحام مروري  اثار الانتباه  فمر من امامنا  على الاقدام بعض الرفاق  فقلت بعفويتي  المعهودة  " جماعتنا  دوك " لينطق  معي و بنفس اللحظة  استاذنا المحاضر  بعبارة " الجماعة دوك"  عبارة استفزت  ديكة الارض كلها لتنقر  رأسينا  انا ورفيقي  و تمحو كل تلك العبارات  المنمقة  بوطنية زاهرة تبددت معها احلام المدينة الفاضلة  تاركة  لنا صحراء قاحلة و ارض جرداء  نقش على صخورها حكمة خالدة " انظر لأفعال المرء  و لا تنصت لكلامه " الوحدة الوطنية يا رفاقي  ان لم تستوطن القلب فلا  تراقصوها على الالسن 


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق