اذا كانت هذه هي السمة العامة لوضعية السجون المغربية و التي يرزح تحت وطأتها كافة السجناء فما بالك بوضعية السجناء الصحراويين و الذين يدفعون ضريبة انتمائهم لرقعة جغرافية متنازع عليها من قبل ممثلهم الشرعي و الوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب و الدولة المغربية هذه الاخيرة التي باتت تعاني رهاب و فوبيا اسمها الصحراء الغربية وتعمد الى عقاب كل من ينتمي لها اشد عقاب حتى و ان كان لا يحمل موقفا سياسيا يذكر كحالة معتقلي الحق العام الصحراويين و الذين سناتي على ذكر جزء يسير من معاناتهم و تسليط الضوء على وضعيتهم
بدوافع شوفينية و امعانا في عقاب المعتقلين و ذويهم تعمد المندوبية العامة لادارة السجون و اعادة الادماج المغربية الى ترحيل المعتقلين الصحراويين الى سجون داخل تراب المملكة و التي تبعد عن عائلات المعتقلين بمئات الكيلومترات و هو ما يتنافى مع مقاصد وغايات القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء و التي توصي بتقريب السجين من ذويه
اما وضعية سجناء الحق العام الصحراويين من داخل السجون المغربية فنورد ثلاثة امثلة من ثلاثة سجون مختلفة اولها من :
سجن برشيد حيث الموت البطي هو الوصف الذي يليق بمعاناة السجين الصحراوي الحسين الغمري رقم الاعتقال 26846 و الذي يدخل يومه الاربعون من حرب الامعاء الفارغة في ظل صمت مريب يرتقب من خلاله متى تفارق روحه جسده المنهك لتنتقل الى باريها ذاك الجسد الذي لم يعد يقوى على تحريك اطرافه ولا الكلام حتى بينما اصبحت امعاءه ترفض استقبال الماء ايضا حيث يصاب بحالة تقيؤ كلما شرب الماء زاده الوحيد و بنفس المؤسسة السجنية يتهدد رافق النزيل وهم الاخوان :
بولحياوي حفيظ رقم الاعتقال 30900
بولحياوي يونس رقم الاعتقال 30889
و رفيقهم بنعويس مولود رقم الاعتقال 30898
الترحيل الى سجن ايت ملول السيئ الذكر و الذي يعتبر اسوء السجون المغربية حيث اصبح يوصف بمقبرة الاحياء و الذي عرف اكبر نسبة وفيات للسجناء نتيجة التعذيب و الاهمال و المنع من التطبيب وغيرها من صنوف المعاملة الحاطة من الكرامة الانسانية , و المجموعة كلها مدانة بحكم جائر على خلفية تهم جنائية مدته عشرة سنوات سجنا نافذة لكل منهم قضو منها لحدود الساعة خمسة سنوات بسجن عكاشة
سجن اسفي : يعيش معتقل الحق العام الصحراوي البر المحجوب رقم الاعتقال 33149 وضعا ماساويا هو الاخر ابرز تجلياته التعذيب المفضي الى كسر على مستوى الساق التي سبق له ان تعرض بها لكسر على يد قوات الشرطة المغربية بمدينة كليميم , بل لم يقتصر الامر عند هذا الحد ليتجاوزه الى فبركة تهمة الاعتداء على موظفين اثناء مزاولة مهامهم ضده لاخفاء تلك الجريمة باستثناء اذا كان تعذيبه المفضي الى كسر ساقه يدخل ضمن تلك المهام . اضافة الى حرمانه من تلقي المونة المرسلة و المقدمة له من افراد عائلته
سجن تزنيت : هو الاخر لي افضل حالا من سابقيه فبين جدران هذه المؤسسة السجنية يواصل معتقل الحق العام الصحراوي محمد عدي خوضه للاضراب المفتوح عن الطعام و الذي وصل يومه 17 دون اي اهتمام يذكر مما يهدد سلامته الجسدية , ادارة السجن عمدت هي الاخرى على فبركة تهم ضده وزميله معتقل الراي الصحراوي عبد الله بوكيوض من اجل اخفاء جريمة الاعتداء عليهم و التي نفذها موضفي تلك المؤسسة السجنية بتاريخ 01ابريل 2015 وسبق لنا ان تطرقنا لها في المرصد الاعلامي الصحراوي لتوثيق انتهاكات حقوق الانسان
هذه امثلة بسيطة لما يكابده المعتقلون الصحراويون على اختلاف تصنيفاتهم من معاناة دافعها حقد و شوفينية عمياء داب النظام المغربي على زرعها بموظفيه من اجل انتهاجها ضد المنتمين للصحراء الغربية
المرصد الاعلامي الصحراوي لتوثيق انتهاكات حقوق الانسان
العيون المحتلة
الصحراء الغربية
18/04/2015