نواقشوط ـ بقلم : محمد فاضل ولد اعلي الشين
تشعر بالاشمئزاز حقيقية عندما ترى صحفيا لايحترم اخلاقيات المهنة الصحفية الشريفة والحياد المطلوب منه في معالجة المواضيع ولايحترم شرف المهنة ,لكنك تشعر بالتقزز كلية عندما تكشف ان الصحفي محل النقاش عميل استخبارات اجنبية وليست حتى وطنية مما يؤكد لك انه مرتزق يبيع العرض والجسد من اجل الكسب ايا كان مصدره وعلى حساب من يكون , لكنك تشعر اكثر بالغثيان والاحتقار عندما تكشف ان
ذلكم هو حال السيد عبد الله ولد محمدي الذي يسمى نفسه صحفيا وكاتبا ومثقفا و باحثا كبيرا و مختصا في شؤون المغرب العربي وخبيرا في الارهاب وووو ونسي ان يقول ايضا انه طبيبا وداعية وووووو جاسوسا مغربيا بامتياز
عبد الله ولد محمدي الشخص الغريب العجيب ليس من باب الصدفة ابدا انه كان كاتبا وصحفيا مراسلا متجولا لجريدة الشرق الاوسط اللندنية منذ سنة 1986؛حتي سنة 2003 وهي المعروفة وحتى قبل تولي عبد الرحمن الراشد ادارتها لايخفى على احد علاقتها الوطيدة بالمخابرات المغربية ولعل شهادات هشام المندري الذي اغتالته نفس المخابرات حول الموضوع يعرفها القاصي والداني وكمية الدولارات الهائلة التي كان يسلمها مباشرة للسيد عبد الرحمن الراشد,ومع ذلك فولاء السيد ولد محمدي للخط المرسوم له وتقاريره الموجهة لم تستطع المجلة تحمله فاستغنت عنه لضعف مهنيته واحترافيته
كما عمل السيد عبد الله ولد محمدي بقناة الام بي سي مدة لم تطل لانه لم يتجاوز حتى مرحلة التجربة
السيد ولد محمدي التحق ايضا عن طريق وساطة من شخصية مغربية معروفة بعلاقاتها الاستخباراتية مع الخليج للعمل بقناة الجزيرة بدء من سنة 1999 وحتي سنة 2005 وفشل وتم الاستغناء عنه لتجهز له وتمول له المخابرات المغربية مايسميه اليوم بوكالة صحراء ميديا التي تعمل في مجال الصحافة المكتوبة والانتاج والبث منذ 1997 تروج للدعاية المغربية و ترسل تقاريرها الاستخباراتية بالمجان الى قنوات عربية واجنبية منها قناة العربية و الحرة و دبي و الإخبارية و الكويت و سوريا و السودان و الايم بي سي والعالم والان و النيل و الوطن و افرونس 24 و بي بي سي التي لاتتبني منها الا القليل
فالسيد عبد الله محمدي مرتبط مباشرة بمدير جهاز المخابرات المغربية " لا دجيد" ياسين المنصوري بواسطة صديقه محمد خبشي الذي تولى عدة مناصب في داكار ونواكشوط وبلجيكا والمانيا وفي الرباط ويعمل مباشرة مع مراسل وكالة الأنباء المغرب في نواكشوط حفيظ البقالي ويعمل بشكل مباشر او غير مباشر مقابل اموال طائلة أو من خلال زيارات مبرمجه ومدفوعة سلفا لخدمة مصالح المغرب في موريتانيا وفي المنطقة
ويعتبر عبد الله ولد محمدي اكثر الجواسيس فاعلية خصوصا من خلال مؤسسته الإعلامية " صحراء ميديا" التي اقامتها ومولتها المخابرات المغربية و نظمت زيارات ميدانية لعمالها وموظفيها الى المغرب والى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية من اجل التاطير والتكوين والاعداد على المقاس الاستخباراتي المغربي مما جعلها تقوم ب " أعمال" شديدة الحساسية تتركز أساسا على متابعة نشاطات البوليساريو في الشمال من خلال السيد سيدي محمد ولد بوبكر في ازويرات و الترويج و الدعاية لعملاء الجهاز المغربي الذين تسميهم المخابرات المغربية معارضين للبوليساريو وخلقتهم من اجل التشويش على كفاح الشعب الصحراوي من امثال ما يسمى خط الشهيد ومصطفى سلمى سيدي مولود وكذا بث سموم الترويج لمحاولة ربط جبهة البوليساريو بالارهاب و المخدرات خصوصا مع الظروف التي انطلقت منذ ازيد من سنة في شمال مالي
ويعمل ولد محمدي بالتنسيق مع بلغزال ممثل جهاز لادجيد بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية ومهندس الكوركاس ومؤسس قناة تلفزيون العيون و المشرف المباشر و منظم ما يسمى بعملية اكجيجيمات وووووو,
السيد ولد محمدي يرتب عمله طبقا لخطة التنسيق المحكمة التي تديرها ادارة الجهاز المغربي بالتعاون مع مكتب وكالة الانباء الفرنسية بباماكو ومع الصحفي الفرنسي افرونسوا سودان الموجه للكتابة حول البوليساريو وعلى نفس الخط في اسبوعية جون افريك
ونتيجة لحاجة السيد عبد الله ولد محمدي لمغاربة عملاء يعرفون اللهجة و يباشرون العمل والتوجيه استدعى الصحفي المغربي محمد خبشي الذي اقام قناة اتصال اعلامية مغربية محلية مع الصحفيين الموريتانيين في التسعينات وخلفه بعد ذلك خالد الشتوي علاوة على مراسل وكالة الانباء المغربية حفيظ البقالي الذي أبلغته إدارة الأمن والحوزة الترابية الموريتانية في 2 ديسمبر 2011 بضرورة مغادرة البلاد خلال أربع وعشرين ساعة لعمله الاستخباراتي ومجموعة اخرى ممن يسميهم ولد محمدي صحفيين مغاربة متعاونين وفي حقيقة الامر هم رجال استخبارات محترفين
وعلى مستوى موريتانيا جند ولد محمدي شبكة من ابناء وطنه لخدمة مصالح المغرب ومنهم جدن ولد ديده الذي همهم فقط كتابة مقالات تهاجم البوليساريو والجزائر وحتى موريتانيا بجيشها و قواة امنها بالاكاذيب والمغالاطات والتشويه والدعاية التي تفرضها مصالح واهداف المخابرات المغربية وكان اول من انبرى لنشر موضوع الصحراويين بمالي وربطهم بالارهاب والمخدرات كما ينشر السيد ولد ديده الدعايات التي تستهدف الجزائر وموريتانيا وحول صحيفة لوكوتيديان دي انواكشوط الى قسم من اقسام صحارا ميديا التي يدريها بالتفويض عن الاستخبارات المغربية ولد محمدي
الذي لم يخفى ابدا دفاعه المستميت على نظام القمع الملكي المطلق في المغرب و كرهه المقيت للجزائر و للبوليساريو واحيانا حتى لموريتانيا
فمن ينسى ماقاله في مقابلته مع صحيفة لافان اغوارديا الاسبانية اكتوبر 2011 من برشلونة حين حرض الجزائر على الثورة متهما اياها باطالة امد النزاع في الصحراء الغربية واتهامه للبوليساريو وقيادتها بالتورط في الارهاب وتجارة المخدرات وهو بالضبط ما تروج له منذ سنوات اجهزة الاستخبارات المغربية ومنه لايستغرب احدا من الشائع في اوساطنا هنا بنواقشوط ان عبد الله ولد محمدي هو سفير المملكة المغربية في موريتانيا ان لم نقل سفير ياسين المنصوري مدير جهاز الاستخبارات المغربية لدينا
واذا كان ولد محمدي يريد ان يرقى الى مستوى الصحفي الفرنسي فرانسوا سودان فليرقى الى احترافيته حتى في الجوسسة لان لااحد يجهل علاقة مجلة جون افريك بالمخابرات المغربية على الاطلاق
فالبشير بن ياحمد مدير المجلة ومنذ بداية علاقته مع المدير التجاري لمجموعة سكوا بفرنسا اندري ازولاي ، سنة 1975. وهو يسعى جاهدا للتقرب من القصر اعتمادا على أحد المقربين من العاهل المغربي، محمد الشرقاوي سفير المغرب بفرنسا. ويلتقي كثيرا بالجنرال ادليمي الذي كان يحسم في طلباته المادية في الاتجاه الذي يرضيه دائما ليتولى ادريس البصري من خلال مدير ديوانه انذلك عثمان بوعبيد تدبير ملف احتياجات جون افريك
ولااحد ينسى ما فجرته التسؤلات المثيره عن علاقة المغرب بمجلة جون افريك بعد اكتشاف وجود مبلغ 994 ألف أورو في ذمة المغرب لفائدة مجموعة “ديفكوم” ، و هي وكالة للاتصال و الإشهار في ملكية مجموعة “جون أفريك”، مملكة بشير بن ياحمد.
و بالرجوع إلى المقالات الصادرة في أعداد مجلة جون أفريك لسنة 2003 حول المغرب يمكن للمرء أن يفهم الخدمة التي أدى المغرب مقابلها 994 ألف أورو. و أغلب تلك المقالات بقلم “فرانسوا سودان” مدير النشر بالمجلة. و زيارات هذا الأخير للمغرب كثيرة و كثيرة جدا، اين يعيش عيشة الملوك كونه يقيم في أضخم الفنادق و توضع رهن إشارته سيارة خاصة بسائقها ليل نهارو يستقبل غالبا من قبل المنصوري و عالي الهمة و حميدو لعنيكري و أندري أزولاي و مزيان بلفقيه.
ومع ان العلاقة شهدت فتورا مؤقتا الا انها رجعت وبقوة بحلول 2003 واصبح هم المجلة من خلال فرانسوا سودان مهاجمة الجزائر وتلميع صورة المغرب بالخارج والتشويش على البوليساريو من خلال نقل وصياغة ما تختاره المخابرات المغربية حول محاولة ربط كفاح الشعب الصحراوي بالارهاب والمخدرات و الحرب في شمال مالي و ما الى ذلك