بلاد الحرمين الى اين تتجه ؟ سؤال بات على كل لسان امام التغير الذي يقوده الملك ومن خلفه و بإشراف من ولي العهد الشاب محمد بن سلمان الذي زج في السجن او الاصح الاقامة الاجبارية باحد فنادق المملكة بأمراء من الاسرة الحاكمة كان الي وقت قريب لا يتخيل الاقتراب من ندمائهم فما بالك بهم بمبرر محاربة الفساد غير ان كل ذلك كان من اجل توفير سيولة مالية بعدما افرغ الرئيس الامريكي خزينة المملكة فيما بات يعرف بغزوة ترامب الشهيرة و التي كلفت مملكة ال سعود جزية تقدر ب460 مليار دولار ,
اندفاعات ولي العهد الشاب محمد بن سلمان و التي يراها البعض غير محسوبة الاثار بما فيها الحرب على اليمن او التورط بالمستنقع السوري وباقي البلاد التي مر منها ما سار يعرف بشبح الربيع العربي وما خلف من ماسي بعدما حول امال وتطلعات الشعوب العربية في غد مشرق الى واقع مأساوي او حتى التآمر الفاضح و المكشوف على القضية الفلسطينية و سعيه الحثيث لتسريع وثيرة عجلة التطبيع مع الكيان الصهيوني ,كلها لها تاثيرات سلبية متفاوتة الدرجات على نظام الحكم بمملكة ال سعود غير ان الاشكالية التي تعتبر الاكثر خطورة ويقودها الشاب المتهور دون حساب لعواقبها تكمن في الانفتاح الخطير الذي يحاول فرضه على المجتمع السعودي المحافظ بل المتشدد دينيا
فبين عشية وضحاها باتت بلاد الحرمين التي يصفها البعض باقوى قلاع التشدد و التطرف الديني ومنبع فكره تلك المملكة التي بنيت بعقد زواج بين مؤسس الدولة السعودية محمد بن سعود بن محمد ال مقرن و عالم الدين محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي ينال الاول خلاله السلطة و الحكم وينال الاخر الشأن الديني ومنهجيته وبذاك القران تقوت وتعزز نفوذها ليطال غالبية بلاد المسلمين لما حباها الله من خيرات وفيرة ,
نجدها اليوم تنحو عكس ذاك الاتفاق وتسارع الى ركب الانفتاح الذي يراه الكثيرون انه مفروض خارجيا لينقل مملكة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر والتي خصصت لذاك الغرض هيئة شرعية تتدخل في كل كبيرة وصغيرة بشؤون المواطنين الى مملكة الانفتاح و سهرات الاختلاط بين الجنسين كما هو وارد في شريط الفيديو ( نبثه لكم ) الذي تداوله رواد المواقع الاجتماعية بشكل مكثف مستغربين هذا التغير الكبير الذي هز مملكة ال سعود و المنذر بمستقبل كارثي اذا ما اخدنا بعين الاعتبار ان الاجيال التي تربت على منهجية "الفكر الوهابي " كفكر يصفه البعض فكرا متشددا ويبرره اتباعه بانه تمسك بشرع الله وسنة نبيه المصطفى و السلف الصالح من بعده , وتربت على قيم قبلية محافظة لن تستسيغ هذا التحول وستعمل جاهدة للتصدي له خصوصا و انهم يرونه ليس نابعا من الداخل بل هو امتثال لإملاءات خارجية ,
فالنيران التي احرقت الكثير من بلاد المسلمين البعض منها قد تعافى بينما لازال البعض الاخر يئن تحتها , تتوجه اليوم الى ان توقد لهيبها في بيت منبعها كأني ارى طباخ السم ذائقه لا قدر الله خصوصا ان استمر رب ذاك البيت في الخنوع لإملاءات خارجية دون التروي في العمل على نقل مجتمع محافظ الى مجتمع منفتح