لا لإعدام ساجدة ..لا لمعالجة العنف بالعنف

 
بقلم  : كريدش جمال المحجوب  

ارفع قبعتي عاليا وانحني بكل فخر للشعب الياباني وحضارته العريقة التي من بين بذورها  الموقف الشجاع  الذي اتخده الشعب الياباني بعد  جريمة  تصفية   الرهينة الياباني على يد تنظيم الدولة ( داعش)  موقف تجلى التعبير عنه اثناء التظاهرة الحاشدة بعد تلك الجريمة و المنددة بالمشاركة اليابانية في الحرب  الدولية  على هذا التنظيم  حيث كان منطلقهم انه يجب استئصال مسببات  خلق الارهاب وليس خلق مسببات لتنامي هذا الاخير  و انه  لا يمكن معالجة جريمة بشعة بجريمة اخرى اكبر منها  معتبرين مشاركة دولتهم في  الحرب القذرة هذه  جريمة بشعة , موقف عقلاني  ينم عن  نضج  اصحابه ونضج المجتمع الياباني الذي يستحق بجدارة قيادة الانسانية في الظرفية الحاضرة  هذه هي الصورة  التي رسمها الشعب الياباني   بعقول و اذهان  كل من تابع تفاصيل  احتجاز الرهينتين الياباني والاردني حتى  تصفيتهما بطريقة بشعة

ان كانت تلك الصورة الوردية  المنبثقة عن نضج وحضارة شعب  اليابان  لا تقابلها  بالضفة الاخرى  سوى صورة  اكثر سوداوية    فالإجهاز   على الرهينة الاردني  بتلك الطريقة البشعة  و الغير مقبولة  و المنفرة  لأي حس سليم  لا تقابلها  الا صورة اخرى  اكثر بشاعة  وهي رد  الفعل الاردني شعبيا ورسميا  و الداعي الى الثأر ثأر يحيلنا الى حرب البسوس  التي لا تنتهي   فالنظام الاردني  اقر بعقلية صبيانية رد الصاع صاعين بإقدامه  بعد ساعات من الان  اي فجر اليوم الاربعاء 04/02/2015 على تنفيذ  حكم الاعدام بحق المعتقلة ساجدة الريشاوي مما يثبت ان  النظام الاردني لا يقل عن خصمه  تنظيم داعش  بشاعة بل هو اكثر منها ان صح التعبير,

 فتنظيم داعش و وحشيته  ومعه  باقي التنظيمات المسماة   بالإرهابية حسب قانون الاقوى  هي  نتاج  منطقي لوحشية اقوى بكثير  من وحشية  تلك التنظيمات  فهي ببساطة  نتاج مدرسة  الاجهزة الامنية  العربية و الاسلامية  و نتاج خالص لعقلية  الانظمة العربية و الاسلامية  ومن يضمن استمراريتها من الغرب  المبنية على الاستبداد و الترهيب  فقادة  التنظيمات  الارهابية  حسب تعريف صناعها بالأنظمة العربية والغربية  هم ضحايا الامس لتلك الانظمة

فهل اذا كانت انظمتنا  تسمح بحرية التفكير و التعبير والمجاهرة بالمواقف و غيرها من الحقوق سيكون هناك من مبرر لتلك الجماعات المسلحة  ان تلجاء  الى الاسلحة   من اجل ايصال صوتها  ام ستختار  منهجا اخر اكثر  سلمية مادام  سوف يكون الاقرب لتحقيق ما تريد و بأقل الخسائر  

فالى متى ستظل رقابنا نحن المواطنين الذين لا ذنب لنا سوى اننا ودون ارادتنا  او اي اختيار منا ولدنا في ظل هذه الانظمة  لا دام الله ظلها , كرة تتقاذف بين  الانظمة  الاستبدادية  و التنظيمات الهمجية  , والى متى  سيظل مصنع العنف بوطننا مشرعا  ابوابه لإنتاج  مزيد من العنف الهمجي  

صورتان  مختلفتان  لنفس الحدث  تلكم  ما  تناقلته وسائل  الاعلام وظل راسخ في الاذهان ينمان عن عقليتين مختلفتين  تنظران للعنف و اسبابه  نظرة مختلفة  بعيدا  عن ما يمكن ان  يربط  تلكم العقليتين  بعقيدة دينية  كما يحاول البعض  ان يوهم  الاخرين فالعنف لا دين له ولا عقيدة .

 فكما  ادين قتل الرهينتين  الياباني والاردني ادين كذلك  اعدام ساجدة  الريشاوي و اطالب بإيقافه





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق