موسم “سيدي علي بن حمدوش”… عالم مثليين وعوانس وبائعات هوى و”شوافات”

شددت الشرطة مراقبتها للزائرين إلى مدينة مكناس ونواحيها هذه الأيام للمشاركة في احتفالات موسم «سيدي علي بن حمدوش» نواحي مكناس، خاصة عقب انتقادات عدد من الزوار والذين وصفوا ما تخلل الاحتفالات الماضية بـ»غير الأخلاقي»، لتقاطر عدد كبير من الشواذ إلى الموسم ، نظرا لاعتقادهم بأن الولي الصالح المدفون بضواحي مدينة مكناس كان «مناصرا ومباركا لاقتران المثليين».
ويعرف موسم سيدي علي بن حمدوش بـ»إقبال» الشواذ عليه بغرض القيام بطقوس غريبة، يعتبرها مسيرو الضريح مسيئة لسمعة الموسم.
وتشن السلطات المغربية حملة اعتقالات على الموسم من الشواذ، وتعمد إلى تقديمهم إلى المحكمة في حالة اعتقال، ويربط الشواذ طقوسهم الغريبة بشجرة «للا عيشة» التي نسجوا حولها حكايات غريبة.
ويرتبط هذا الموسم الذي يقام في منطقة «المغاصين» والتي تبعد عن وسط مدينة مكناس بحوالى 15 كيلومترا بطقوس غريبة، حيث يتوافد عليه عدد من العوانس، بغرض الاستحمام في «حمامات» شبه مفتوحة، ويعمدن إلى التخلص من ملابسهن الداخلية بالقرب من هذه «الحمامات»، ما يحول الفضاء إلى «أكوام» من الألبسة الداخلية للنساء، والغرض، بالنسبة لهن، هو التخلص من «العكس» الذي يقف سدا منيعا أمام زواجهن.
وإلى جانب العانسات، فإن الموسم يعرف توافد نساء يرغبن في الإنجاب، ويعتبرن أن الاستحمام في «عين» أسفل الضريح كفيل بأن يفتح لهن المجال للحصول على أبناء.
ووضعت السلطات 6 حواجز أمنية في الطريق المؤدية إلى الضريح المقام في قرية لا يتجاوز تعداد سكانها 4 آلاف شخص، وهي «جماعة المغاصين» بمكناس، وأوضح شهود عيان أن الأمن لا يكتفي بالاطلاع على أوراق صاحب السيارة، بل يدققون في ملامح الركاب، ويفتشون أغراضهم، لاعتراض أي مشتبه بأنه مثلي الجنس.
وفضلا عن مراقبة الطرق، تقوم قوات الأمن بحملات تفتيش على منازل القرية التي تشتبه باحتضانها للمثليين الذين استطاعوا الوصول إلى الضريح من خلال سلوك طرق فرعية لا تخضع لمراقبة الأمن.
ويجرم القانون المغربي المثلية الجنسية وفق باب انتهاك الآداب في الفرع السادس من القانون الجنائي الذي ينص في مادته 489 على أنه «يعاقب من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وغرامة من 200 إلى 1000 درهم مغربي (20 – 100 دولار) لمن ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي مع شخص من جنسه».
ويحضر مولد «بن حمدوش» سنويا إلى جانب الشواذ وفتيات الليل عدد كبير من العرافين والعرافات، الذين يستغلون المناسبة التي تدر عليهم ربحا وفيرا، كما يعتبر الجزارون وبائعو الماشية أكثر المستفيدين من المولد؛ إذ يحرص آلاف الزوار على تقديم القرابين في الضريح، والتي قد تكون ثورا، أو دجاجة – بحسب القدرة الشرائية للزائر- وذلك لـ»الحصول على البركة، والتخلص من أعمال السحر والحسد والشعوذة»، وفق اعتقادهم.

 
ومن طقوس زيارة الضريح التي تعد شرطا لنيل البركة: إشعال الشموع، وتقديم القربان، ثم الاغتسال داخل ما يسمى بحفرة «لالا عيشة» الموجودة تحت الضريح بماء «العين الكبيرة» التي يعتقد أتباع الطريقة الحمدوشية أن «الشيخ علي بن حمدوش توضأ منها، وكانت سببا في نيل الآلاف للبركة والرزق».

ويذكر أتباع الطريقة الحمدوشية أن الشيخ بن حمدوش هو «خريج جامعة القرويين بمدينة فاس التي تعتبر أقدم جامعة في العالم (أسست عام 245 للهجرة على يد فاطمة الفهرية أم البنين)، وقد حفظ القرآن، وأصبح من العلماء الزاهدين الذين يتبرك بهم طلبة العلم».
أما «لالا عيشة» فيروى أن «الشيخ علي بن حمدوش لما عزم الزواج أحضر له أحد أتباعه الذي كان في زيارة للسودان سيدة من هناك أعجبته أخلاقها، وعندما حضر بها إلى المغرب الأقصى فوجئ أن الشيخ توفي أعزب، فبقيت العروس تبكي على قبره حتى حصلت لها البركة، وصارت- بحسب معتقداتهم- رمزا للفتيات طالبات الزواج».
ويتفادى غالبية المشرفين على الطريقة الحمدوشية حاليا الحديث عن مسألة «عزوبية الشيخ»، التي يثير النقاش بشأنها غضبهم؛ لكونها تحرم البعض مما يدعيه من انتماء لنسل الشيخ الذي مات أعزب.
* المصدر: القدس العربي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق