بقلم : مصطفى سيد البشير
لنكرم موتانا أولاً.
هل نحن جاهزون فعلاً لخلق مجتمع متكافل ؟
إنه السؤال الذي يلقى إيجابات قولية إيجابية ، بل ويطرح كثيرون أفكاراً لتحقيقه ، أفكار لاتَعبُر في الغالب الجدار الفاصل بين القول والعمل فكثيرا ما تصطدم بواقع اللامبالات ، ومع ذلك فإن ضرورة خلق مجتمع نموذجي متماسك تبقى ملحة ويجب أن نجد لها مكانتها كأولوية قصوى تتطلب تكثيف العمل الإنساني و الديني لتثبيت الهوية وإستشعار الإنتماء . في هذه الحياة لكل شيء ثمن ، وإذا كنا نبحث عن شيء يلامس الواقع ويحقق نتائج عامة مفيدة ، يجب اولاً أن نقدم الأسباب لتحقيق المخرجات المرجوة . هنا في الغربة و قبل يومين أذيع خبر وفاة مواطنة صحراوية بعد صراع مرير مع المرض بمدينة "أوبييدو" - أستورياس- فأحس كل واحد منا بفقدان عزيز ، لكننا لم نتداعي إلا قولاً ، ففي حين صعدت الروح الى السماء بقي للجسد حقٌ و من واجبنا مواراته الثرى . ونحن نتلقى خبر عدم تمكن العائلة من نقل جثمان الوالدة الى مخيمات اللاجئين الصحراويين .. الى مثوراها الاخير - هناك حيث طلبت قبل مفارقة الروح للجسد ، تلقينا خبر وفاة أم اخرى أخذتها المنية من "بيتوريا" ببلاد الباسك - بعد يوم واحد من الاولى ليتضاعف جللُ المصاب ، الروح الثانية لها نفس المطلب .. نفس الأمنية .. أمنية أخيرة -دفن جثمانها في المخيمات ، لكن هناك مشكلة ! إما ان نحوِّلها إلى نصر وإما فعلى إنسانيتنا السلام . قصر جهد العائلتين عن تحقيق الأمل الاخير للفقيدتين - الدفن في المخيمات - لكن بالتكافل الإجتماعي المرجو يمكننا جمع الملبغ المطلوب 12000 أورو لحمل الجثمانين الى الامنية الاخيرة . تخيل معي كل صحراوي في أوروبا يمنح فقط 5 يورو - ثمن علبة السجائر التي تقتله - ليحيي بها مجتمعا كاملا . يحيلني هذا الموضوع الذي أرقني - أرقنا جميعا - التفكير فيه لكثرة الحالات المشابهة ، الى الحديث عن عن ضرورة إيجاد حل لأزمة لا ترتبط فقط بأهالي الحالات ، بل بمجتمعنا ككل ، إن وجدنا ذلك الحل ستكون لخطوة عائداتها السخية على تقوية اللحمة بين كافة أطياف المجتمع وهذا عدا عن منفعتها الدينية . وإلى حين إيجاد ذلك الحل تبقى النعوش ، تنتظر إكتمال المبلغ الكافي لنقلها الى المكان المناسب والفترة قد تطول ، وبحسب رأيي فإن خلق صندوق آخر ! كافي لكسر فترة الإنتظار التي تضاعف مصاب ذوي الموتى ، وهو ضرورة أخرى قد تكون بوابتنا الرئيسية للوصول الى التكافل المنشود - فهلاّ ننشىء الحل الذي ينشىء لنا مجتمعا متلاحما؟ إن لم نكرم موتانا فلا أريد لمن تُقدَّم له التكريمات أن يصدّق نفسَه ولا مَن كسَوْهُ أوسمة الفخر ، بل عليه أن يجرّب الموت أولاً ليختبر صدق من كرّموه .
لنكرم موتانا أولاً.
هل نحن جاهزون فعلاً لخلق مجتمع متكافل ؟
إنه السؤال الذي يلقى إيجابات قولية إيجابية ، بل ويطرح كثيرون أفكاراً لتحقيقه ، أفكار لاتَعبُر في الغالب الجدار الفاصل بين القول والعمل فكثيرا ما تصطدم بواقع اللامبالات ، ومع ذلك فإن ضرورة خلق مجتمع نموذجي متماسك تبقى ملحة ويجب أن نجد لها مكانتها كأولوية قصوى تتطلب تكثيف العمل الإنساني و الديني لتثبيت الهوية وإستشعار الإنتماء . في هذه الحياة لكل شيء ثمن ، وإذا كنا نبحث عن شيء يلامس الواقع ويحقق نتائج عامة مفيدة ، يجب اولاً أن نقدم الأسباب لتحقيق المخرجات المرجوة . هنا في الغربة و قبل يومين أذيع خبر وفاة مواطنة صحراوية بعد صراع مرير مع المرض بمدينة "أوبييدو" - أستورياس- فأحس كل واحد منا بفقدان عزيز ، لكننا لم نتداعي إلا قولاً ، ففي حين صعدت الروح الى السماء بقي للجسد حقٌ و من واجبنا مواراته الثرى . ونحن نتلقى خبر عدم تمكن العائلة من نقل جثمان الوالدة الى مخيمات اللاجئين الصحراويين .. الى مثوراها الاخير - هناك حيث طلبت قبل مفارقة الروح للجسد ، تلقينا خبر وفاة أم اخرى أخذتها المنية من "بيتوريا" ببلاد الباسك - بعد يوم واحد من الاولى ليتضاعف جللُ المصاب ، الروح الثانية لها نفس المطلب .. نفس الأمنية .. أمنية أخيرة -دفن جثمانها في المخيمات ، لكن هناك مشكلة ! إما ان نحوِّلها إلى نصر وإما فعلى إنسانيتنا السلام . قصر جهد العائلتين عن تحقيق الأمل الاخير للفقيدتين - الدفن في المخيمات - لكن بالتكافل الإجتماعي المرجو يمكننا جمع الملبغ المطلوب 12000 أورو لحمل الجثمانين الى الامنية الاخيرة . تخيل معي كل صحراوي في أوروبا يمنح فقط 5 يورو - ثمن علبة السجائر التي تقتله - ليحيي بها مجتمعا كاملا . يحيلني هذا الموضوع الذي أرقني - أرقنا جميعا - التفكير فيه لكثرة الحالات المشابهة ، الى الحديث عن عن ضرورة إيجاد حل لأزمة لا ترتبط فقط بأهالي الحالات ، بل بمجتمعنا ككل ، إن وجدنا ذلك الحل ستكون لخطوة عائداتها السخية على تقوية اللحمة بين كافة أطياف المجتمع وهذا عدا عن منفعتها الدينية . وإلى حين إيجاد ذلك الحل تبقى النعوش ، تنتظر إكتمال المبلغ الكافي لنقلها الى المكان المناسب والفترة قد تطول ، وبحسب رأيي فإن خلق صندوق آخر ! كافي لكسر فترة الإنتظار التي تضاعف مصاب ذوي الموتى ، وهو ضرورة أخرى قد تكون بوابتنا الرئيسية للوصول الى التكافل المنشود - فهلاّ ننشىء الحل الذي ينشىء لنا مجتمعا متلاحما؟ إن لم نكرم موتانا فلا أريد لمن تُقدَّم له التكريمات أن يصدّق نفسَه ولا مَن كسَوْهُ أوسمة الفخر ، بل عليه أن يجرّب الموت أولاً ليختبر صدق من كرّموه .