ضيف وحوار يستضيف المناضل الصحراوي علي السعدوني







المرصد : من هو  ضيفنا


الضيف :  علي السعدوني  من مواليد  ( 11/07/1977 ) بالعيون المحتلة 
تم  اعتقالي  سنة  1998 بمنطقة  اوسرد  المحتلة  رفقة خمسة  رفاق  بعدما  كنا  في طريقنا  لتجاوز  جدار  العار   الى مخيمات  العزة و الكرامة  لجئنا  الى  اكبر ثكنة  للمينورسو ( بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ) هنالك  لمد يد العون  لنا  التي خيبت ظننا  وسلمتنا للجيش المغربي , امضينا ما يناهز  يومين في اوسرد  ثم خمسة ايام  في الداخلة  ثم اكثر من اسبوع  في  مقر الدرك  بالعيون ونحن تحت وطأة  التعذيب والاستنطاق بدون محاكمة  ليطلق  سراحنا


اصريت  على  اعادة محاولة الالتحاق مرة اخرى   فتم اعتقالي مجددا  بجدار الذل والعار  و امضيت     رفقة رفيقين  ما يناهز  12 يوما من الاعتقال  ليطلق سراحنا  بمحكمة الداخلة المحتلة  وكان ذلك سنة 1999


بسنة 2000 مجددا  حاولت  الالتحاق  بمخيمات اللاجئين الصحراويين  وكان رفقتي احد الرفاق فلم يحالفني الحظ  مجددا  حيث تم اعتقالي بمنطقة  بئر كندوز  بينما تمكن  رفيقي  من عبور  جدار الذل والعار  صوب المخيمات  وهو الان هنالك  و يدعى  " المختار بليحة "  يشغل  الان وظيفة دركي  بصفوف الدرك الوطني الصحراوي  اصدرت محكمة الاحتلال  بحقي حكما بشهر سجنا و اداء غرامة مالية ..


بعد ذلك  قررت ان انخرط   في  الخلايا النضالية  مع انفجار  وبزوغ  انتفاضة الاستقلال  المجيدة  تعرضت   خلالها مرارا و لا زلت الى يومنا هذا  للتوقيف ..




المرصد :   كنتم ولا زلتم  وربما  ان استمر الوضع  كما هو  ستكونون لا قدر الله  عرضة  لمزيد  من  الانتهاكات  لحقوق الانسان ,ماهو  في نظركم  العلاج الانجع  لإنهاء  و وقف  انتهاكات  حقوق الانسان بالصحراء الغربية ؟


الضيف :  اكيد انني  و على غرار  اي مناضل صحراوي  عرضة للانتهاكات  الشبه يومية من مضايقات في الحياة اليومية العادية  ومن مصادرة  الحق  في التظاهر  السلمي  وهمجية التعذيب  و بربرية  التوقيف من حين لأخر و سياسة الترغيب و الترهيب  و ذلك يأخذ بالطبع منحى تصاعدي   فكلما اصر  المناضل  على اتمام مشواره  النضالي  فالاحتلال  يوازيه بأسلوبه القمعي  الذي يصطدم بقناعة المناضل  هذه القناعة التي كلما كانت صلبة إلا وانهارت  امامها الة  القمع  المغربية رغم فزاعتها  التي يحاول ترهيب  المناضلين بها ...
 


اما الطرق  الانجع  لإنهاء  ووقف انتهاكات  حقوق الانسان بالصحراء الغربية  في نظري وحسب رأي المتواضع  اهمها  رد الفعل  المباشر على  اي  انتهاك بسلمية و بوحدة وطنية  وعدم ترك الاحتلال  المغربي  يقوم بالانتهاكات  كيف ما شاء واين  ما شاء , اما ان نقوم بردود فعل موسمية  خجولة  فذلك لن يزيده  الا عنادا  و  تعنتنا  لكن عندما تكون  ردود الفعل  مباشرة  سيتردد  مرارا  قبل القيام باي  انتهاك ..


 المرصد : تعرضتم  كم من مرة  لانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان  هل  من الممكن سرد  و بإيجاز لبعض تلك الانتهاكات  التي تعرضت لها ؟ لوضع القارئ  في الصورة ؟


الضيف : لا يمكنني ان اسرد  عليكم  كل الانتهاكات  التي تعرضت  لها  فهي  عديدة  جدا  لكنني  اتذكر  بعض  المحطات  و من بينها  ما حدث بشهر رمضان  المبارك من سنة 2007  حيث تم تطويق  منزل العائلة  لساعات  ليتم   بعدها اقتحامه  و اختطافي  حيث توجهوا بي  خارج المدار  الحضري  لمدينة العيون  المحتلة  اقدموا خلالها على تجريدي من كامل ملابسي  و دفني  كليا باستثناء الراس لينطلق  معها مسلسل الاستنطاق و التهديد بدفني حي  استمر الوضع لعدة ساعات  قبل ان يتم  نقلي مجددا الى مخفر الشرطة  (ولاية امن العيون )  ليستمر  مسلسل التعذيب  لليوم الثاني و انا  صائم و  بأساليب جد منحطة  ومن بينها  التجريد الكلي من الملابس  و التهديد بالاغتصاب و  التعذيب الجسدي و النفسي ... لساعات طوال و كان قد شاء القدر ان  تعرفت  هناك على  الرفاق اللومادي  عبد السلام  و بدر الدين الحواصي اللذان كانا رهن الاعتقال ايضا بسبب  مواقفهم  السياسية  و حراكهما  النضالي بانتفاضة الاستقلال ...


 




فكما قلت سالفا كثرة  المضايقات   الشبه يومية  التي اتعرض لها و كثرة  المطاردات و التوقيف  المتكرر للأسف  اصبح معه  الكثيرون يخشون مرافقتي  او الحديث  معي بالأماكن العامة مخافة التعرض لمضايقات الاجهزة القمعية في محاولة يائسة منها لعزلي عن محيطي و التأثير فيه  وهو ما اعتبره  تاج لي افتخر به
اما بالنسبة لأثار هذا التعذيب  و اخطرها علي   هو معاناتي  مع مرض الصرع  الذي اصابني  نتيجة  الضرب  على الراس  فنوبات  هذا المرض  تلازمني  منذ  سنوات و الحمد لله  على اي حال  فمن  عرف ما قصد  هان عليه ما وجد ...


المرصد : اسستم تنسيقية  اسميتموها تنسيقية رافضي  جنسية الاحتلال المغربي  هل يمكنك ان تعرفنا اكثر عليها ؟


الضيف : تنسيقية رافضي  جنسية الاحتلال المغربي تكونت  بعد المحطة التاريخية  ملحمة اكديم ازيك  حيث شهد الشارع  الصحراوي حراكا نضاليا  منقطع النظير  يزاوج بين ما هو اجتماعي و سياسي  فقررنا نحن كمجموعة من الشباب سنة 2011 و المنتمين  تحديدا لما يسمى بالنفوذ الاداري للمقاطعة الادارية  رقم  11  و المتواجدة بشارع بوكراع  بالعيون المحتلة   القيام  بوقفات  سلمية  تنديدا  بسياسة  التهميش الممنهج  و الاقصاء  المقصود  الذي تشنه  ادارة الاحتلال  على الصحراويين  حيث وصفت  هذه الوقفات بالجريئة  من طرف  الجماهير الصحراوية  و بوصف الانتحارية  من  قبل الاحتلال المغربي و من بين الاساليب المستعملة  تكبيل الايادي بالسلاسل و الاصفاد البلاستيكية ,


غير ان الاحتلال  ومنذ الوهلة الاولى تعامل معنا بمنطق سياسي  و استطاع  تسييس  ملفنا الاجتماعي  بحكم  مواقف العديد منا  وتاريخهم النضالي  الذي  تدركه جيدا  الاستخبارات المغربية  وكان له ما شاء لنقدم فيما بعد على محطات نضالية   تحريرية  كان اهمها :



 


- جمع ما يناهز  30 بطاقة   تعريف  و تقديمها  للسلطات  المغربية  بمكتب  المدعو  " يحضيه السباعي  " بما    يسمى         " بالباشوية "   في  خطوة  التخلي عن الجنسية المغربية  رسميا


- من  المصادفات  اننا  و اثناء  وقفة سلمية  جوبهت بعنف قوى الاحتلال كما العادة و التي كانت خلالها تلتقط  قوى الاستخبارات  صورا  لنا اثناء قمعنا  عثرنا  في طريق عودتنا لديار  على جهاز ( تخزين الذاكرة )  يبدو انه وقع لاحد المخبرين  و اثناء فحصه  تبين انه مليء  بالوثائق الاستخباراتية الحساسة  فلم نتردد  في فضح  هذا المستور ونشر تلك  الوثائق  على صفحات شبكات  التواصل الاجتماعي " الفيسبوك " ليتم ملاحقتنا واعتقال الرفيق " حمزة  اهل الفيلالي " و الذي  هدد بسجن اخيه الذي يشتغل بسلك الشرطة المغربية  ليعترف  بعد ساعات  من الاستنطاق و التعذيب  بكيفية  توصلهم  بتلك الوثائق ....     و للأسف فتلك الوثائق  لا زالت موجودة ولم  تلقى لحدود الساعة حجمها  الاعلامي الحقيقي


- كما قمنا  بتأسيس  تنسيقية  رافضي جنسية الاحتلال المغربي مع  رفاقنا في مدينة كليميم السليب  حيث استطعنا تنسيق الاعمال النضالية المشتركة ومن بينها  اللجوء  الى القنصلية  الاسبانية  بمدينة اكادير المغربية  لإيصال معاناتنا    كنموذج  لمعاناة   الشعب الصحراوي كافة  ولتحميلها مسئوليتها التاريخية ...


- كما قمنا  بدق ابواب  المينورسو (بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ) خطواتنا النضالية هذه غالبا ما تعترض  من قبل  قوى الاحتلال المغربي بالتوقيف و الطرد بالعنف المصحوب   بالسب و الشتم  وقد استطعنا مباغتتهم   وذلك بولوج  مقر غوث  اللاجئين  التابع للمينورسو (   بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ) بمدينة العيون المحتلة  لنحتج من داخله رافعين العلم الوطني الصحراوي  وقد دام  اعتصامنا داخله عدة ساعات طوال ..


- كما قامت  المجموعة  رفقة مناضلين اخرين بتأسيس   مجلة الشهيد  التي  وصلت  الى العدد السادس


-  ومن بين الخطوات  النضالية ايضا  اللجوء الى ما يسمى " كاسا دي اسبانيا " منزل  اسبانيا  بالعيون المحتلة ايضا رافعين العلم الوطني الصحراوي لنجابه بنفس الرد  من طرف المسئولين  الاسبان الذين ينتهجون سياسة الاذان  الصماء بل الاستعانة بالقوات  المغربية  لطردنا  وبعنف ..


- استمرارنا في النضال  وبطرق يعيها الاحتلال المغربي  مضمونها السلمية و المفاجئة  حيث كان  اخر محطاتها   الكتابة على  سيارات  المينورسو (بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية ) كوسيلة للاحتجاج  على  تقاعسها ..


المرصد : خطوة اسقاط  الجنسية  او رفضها  يقابلها  الكثير  بنوع من عدم  التفهم  , هل يمكنك  تبرير لهم  تلك خطوة و توضيحها اكثر   ؟


الضيف : اكيد ان السؤال  الذي يطرح نفسه  نحن ساقطي / رافضي  الجنسية   المغربية  كيف نسافر بجوازات سفر مغربية بل منا من يحمل بطائق تعريف مغربية ؟  ردنا  اننا  عندما  رمينا تلك البطائق و تخلينا عنها  ترقبنا و توقعنا  ان يتم  اعتقالنا مباشرة  لكن الاحتلال  ماكر و خبيث  تركنا  و امتحننا بسياسة  النفس الطويل حيث كنا  30 عضوا سحب ما يناهز نصفهم  بطائقهم بعد تخليهم عنها  كونهم لم تحملوا  عناد المعركة النضالية  و البعض  منا ارغمته ظروف  الحياة  اليومية   على سحب البطائق هذا من باب الموضوعية و الصراحة الثورية  لكن لله الحمد لازال  هذا الشكل النضالي  مستمر  فما يناهز  نصف  الاعضاء الاولين  مستمرين  في هذا الدرب  النضالي  رغم ان الجنسية  المغربية حسب   القانون المغربي  لا تسقط  عن حاملها حسب  رغبته بحكم القانون بمجرد تحقق طلبه لذلك ، بل لابد من تدخل الحكومة بفسخ علاقة الخضوع الدائمة التي أٌقر القانون المغربي استمرارها بين ما يسمى  المواطن المغربي والدولة المغربية و هو الاستحالة في حالتنا هذه  لأسباب سياسية ...


لكننا يكفينا فخرا اننا  قلنا وفي  واضحة  النهار  نحن لسنا بمغاربة  و الرفاق في كليميم  السليب  شاركونا هذا الشكل النضالي


المرصد : هناك فئة  من الصحراويين اصبحت  لا تخفي تذمرها  من الوضع الحالي  هل تشاطرها  الرأي ؟  ام لك وجهة نظر اخرى ؟
الضيف : بالنسبة الى الفئة  الصحراوية التي اصبحت  لا تخفي  تدمرها  من الوضع  الحالي  احترم  رأيها و انا احترم الراي الاخر مهما كان  تعارضي معه  لكن السؤال  الذي اطرحه على نفسي  قبل اي  احد هل نحن قمنا  بواجبنا الوطني  ام اننا  ننتظر  الاخر  صديق  او غريب   ان يمنحنا  الاستقلال على طبق من  ذهب هذا من المستحيلات ....


اما التذمر  فبنظري  الخاص  هو درجة من درجات الوطنية و اقول  لهم  دوام الحال من المحال ..


المرصد : ما هي افاق الحل الممكنة  من وجهة نظرك  لمعضلة الصحراء الغربية خصوصا مع تعنت الاحتلال المغربي ؟


الضيف :  في ظل  تعنت الاحتلال  المغربي  افاق الحل  الممكن  في وجهة نظري  اننا  
كشعب  لن نظل و لن تظل  قيادتنا  الحكيمة  مكتوفة الايدي 


 فنحن سلميين  و طواقين للسلم  و المجتمع الدولي يشهد بذلك لكن  ليس  الى ما لا نهاية  اذا قتل المغرب حمامة السلام  واحرق غصن الزيتون  وهذا ما يبدو  فالبندقية  و خيار العودة  للكفاح المسلح  مطروح  و سيكون هو الخيار  الثاني الذي  لا ثالث له  .....









ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق