ندوة الاعلام ….حضرت الذاتية وغابت الرؤية الجماعية.؟


ai3lam
عن موقع  المصير
نظمت وزارة الاعلام الصحراوية اليوم الاحد 28 ديسمبر  الندوة التخصصية تحت شعار “استنفار تام لتنوير الراي العام”.
الندوة العسيرة التي نصبت لها خيمة تقليدية بوسط الوزارة عرفت حضور الوزير الاول ومسؤول امانة الفروع ووزراء  في طاقم الحكومة الوفية للاعلام  ووسائطه .
وعرفت الندوة التخصصية التي شكلت لها لجان ثلاث ، تلاوة تقارير اللجان التي تضمنت طرح الانشغالات  التي تواجه الاعلام الصحراوي في ظل واقع التراجع والحرب مع العدو الذي يمتلك ترسانة اعلامية كبيرة .
واذا كان من المفترض ان تشكل الندوة محطة لتقيم اداء جهاز حساس وحيوي يعرف منذ سنوات ومع تراكمات الزمن تراجعا في الاداء مس تمظهرات فروعه المختلفة وابان عن صورة قاتمة للوزارة الحدث فان الخلاصات والاستنتاجات التي يعبر عنها من قبل الاعلاميين الشرفاء لا يتم البحث في صيغ ايجاد الحلول لها وتبقى حبيسة المناسباتية دون البحث الجاد لها عن حلول صادقة تسهم  في تحقيق نقلة نوعية دون اقصاء .
ويطرح موضوع ضعف الخطاب الاعلامي في وجه تحديات المرحلة  ومواجهة الترسانة الدعائية للعدو نفسه كأحد اهم الانشغالات في ما يتواصل ضعف مستوى الانتشار بالخارج ومحدودية الفاعلين وغياب التحليل  ونقص المعلومة التي تهم الرأي العام .
فالاداء المتواضع للوسائط الاعلامية غاب عن نقاش الندوة التي يراد لها استنفار الطاقة الاعلامية لتنوير الراي العام وتصحيح المسار .
فمؤسسة التلفزيون الوطني التي عرفت اكبر هجرة في تاريخها القصير لاطقمها الشابة العاملة لم تناقش وكان الاحرى بالندوة ان تناقش مشاكل السيدة الثقيلة التي تراجع ادائها وعدد مشاهديها في ظل محدودية الامكانيات وغياب الارادة وسطوة المالك .
اما الاذاعة الوطنية فليست احسن حالا من التلفزيون وتتخبط في مشاكل وتبقى سنة 2014 من سنينها العجاف في ظل التعاطي السطحي مع الاحداث وسقوطها في التكرار والاعادة وقلة الاهتمام بالاعلام الجواري الذي تعرف محطاته ضعفا في الانتشار وعدم التعاطي مع مشاكله دونما  تمحيص للمسببات وكيفية البحث في العلاج وفي ظل توقف محطتي السمارة والداخلة الجهويتين عن البث .
و تشترك مجلة الصحراء الحرة مع الوسائط الاخرى في المشاكل وهي التي تطبع دون ان تقرأ وتبقى حبيسة جدران الادارات العمومية  بالشهيد الحافظ .
لم تناقش الندوة التحديات التي تفرضها التكنولجيا والانتشار الواسع للانترنت وغُيب موضوع الاعلام المستقل وتحديات الاعلام الالكتروني في ظل ثورة الاتصالات وما تفرضه من تحديث وتحيين للخطاب والادوات لربح المعركة التي تفرض على الكل العمل دونما اقصاء او تجاهل ،فغابت وكالة الانباء وما تتخبط فيه من مشاكل ومعها المواقع الالكترونية للوسائط الوطنية  الرسمية فحضرت الذاتية وغابت الرؤية الجماعية .
واذا كان الاعلام الوطني بحاجة الى وقفة تقييم صادق فان العقلية الاقصائية  لا تخدم المشروع ولا اهدافه في ظرفية تفرض التشاركية لمواجهة العدو وطرح كل الاشكالات امام النقاش الجاد والبناء وهو ما لايريد القائمين على الشان الاعلامي الوطني والعام الخوض فيه والقيام به .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق