لا زال حساب تويتر المسمى "Chris Coleman24" يخلق ضجيجا مدويا و ينشر هذه المرة وثائق جديدة. و يتعلق الأمر على ما يبدو بمراسالات سرية لوزارة الخارجية المغربية. و لم تتحرك أي جهة رسمية لتأكيد أو نفي هاته الوثائق غير أن ما ورد فيها يدل بنسبة كبيرة على صحتها.
و هاته الوثائق تهم مراسلات بعث بها عمر الهلال الذي عينه محمد السادس سفيرا في نيويورك لدى الأمم المتحدة. حيث يصف فيها هلال و يلخص مقابلاته مع بان كي مون و كيرستوفر روس. و لعل هذا التسريب يضفي شيئا من الضوء على التوتر الذي كان باديا في علاقة الملك محمد السادس بالمبعوث الأممي روس. و حسبما ما ورد في التسريبات فقد "وبخ" عمر هلال روس و عاتبه بنية على لائحة من النقاط التي أمره محمد السادس بالحديث عنها. و إتهم فيها روس باللغة المزدوجة حيث يتكلم في الرباط بخطاب و في تندوف و الجزائر بخطاب آخر الشيء الذي نفاه روس. كما عاتبه على عدم الرغبة في إقحام الجزائر كطرف رئيسي في المفاوضات الشيء الذي علله روس بتعليمات من بان كي مون.
و أضاف هلال في لائحة شكواته, حسب التعليمات الملكية, إعتراضه على وصف إقليم الصحراء كمنطقة غير حاكمة لنفسها في التقرير الأخير المرفوع لمجلس الأمن, الشيء الذي رد عليه روس كون هذا الوصف تتطلقه الجمعية العامة للأمم المتحدة على الصحراء الغربية, فرد هلال قائلا: "أنت تشتغل تحت إمرة مجلس الأمن و ليس الجمعية العامة". و كانت أكبر نقطة قلق و أرق للملك محمد السادس و مبعوثيه الدبلوماسيين حسب الوثائق المسربة, و التي لا يمكن إلا التخمين و ليس الجزم حول صحتها, هي تغيير أرضية إشتغال المبعوث الأممي من البند الحالي الذي لا يلعب فيه المبعوث سوى دور وسيط إلى بند آخر سيكون بإمكانه فرض حل ما على أي طرف. و قد أكد روس أنه لا نية له في فعل ذلك و أن مهمته ستبقى في إطار البند الحالي و أنه يتبنى الشفافية في التعامل مع الطرفين لللدفع بعجلة المفاوضات المحبوسة إلى الأمام. و هدد هلال بإنهاء عملية السلام المتفق عليه سنة 1991 إذا ما تم توسيع مهام المينورسو إلى مراقبة حقوق الإنسان.
و دائما حسب نفس التسريبات كان عمر هلال قد إحتج بشدة على إدراج مهمة مراقبة حقوق الإنسان ضمن مهام المينورسو و إتهم روس بمباشرة بأنه هو و بعض موظفيه المتعاطفيين مع البوليساريو من دسو بذلك في التقرير المرفوع لمجلس الأمن.
و كان عمر هلال في لقاء آخر هذه المرة مع بان كيمون في شهر أبريل الماضي قد إشتكى له أيضا من مجموعة من الأشياء و رد علين بان كي-مون قائلا أنه كإنسان يمكنه أن يتفهم إنزعاج الملك محمد السادس لكن ككاتب عام للأمم المتحدة فهو ملزم بالحياد بين طرفي النزاع. و أضاف كي-مون ناصحا هلال: "يجب عليك أن تثق بكريستوفر روس فهو رجل حكيم".
و هذا الأسلوب الذي يتمثل في البعث بموظف دبلوماسي لإيصال شكاوى الملك لطرف ما ليس بالجديد في عهد محمد السادس. إذ سجلت وثائق ويكيليكس فيما قبل إنزعاج السفير الأمريكي السابق بالرباط صامويل كابلان من طريقة كلام وزير الخارجية السابق و المستشار الحالي لمحمد السادس الطيب الفاسي الفهري واصفا إياه في جملة غير لبقة قائلا: "و قد أمضى كل الإجتماع في التشكي و التذمر" و كان ذلك خلال حلقة أميناتو حيدر التي خلقت الكثير من الضغط الدولي على محمد السادس شخصيا إضطر فيها أن يقلب موقفه 180° في ظرف قصير نتيجة هذا الضغط
26 أكتوبر 2014