تشهد القاعات السينمائية الإسبانية اقبالا هذه الأيام حيث يعرض شريط وثائقي جديد حول نزاع الصحراء
الغربية المستعمرة الاسبانية السابقة يحمل اسم “الغربة” و يعالج من زاوية انسانية قضية الصحراء الغربية اخر مستعمرة افريقية حيث
الاحتلال المغربي و خروقاته المتواصلة
لحقوق الانسان لازالت متواصلة و التي يعمد
الفيلم على تقديم جزء بسيط منها , حيث وظف المخرج بكثرة أشرطة الفيديو التي
تنشرها مواقع رقمية صحراوي ومغربية وتبرز المواجهات التي تجري بين المدنين الصحراويين
أنصار تقرير المصير وقوات الأمن المغربية مع التركيز أكثر على الاعتقالات والضرب واقتحام
البيوت في محاولة منه لسرد ولو جزء بسيط من يوميات
الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة
و يعتمد المخرج
بالفيلم كثيرا على تقنية الحوار وتصريحات
الضحايا حيث اللقطات التي تركز على الوجه في
مخاطبة منه للمتلقي بلغة تختلف عن
اللغة العادية موجها رسائله لأحاسيس ومشاعر الجمهور حيث يحضر الضحايا المتنوعين
المرأة والأطفال وضحايا الحرب مثل
الألغام، لسرد معاناتهم وهي اسلوب جيد يهدف الى تسليط الضوء على مأساة
شعب الصحراء الغربية ..
الشريط الجديد هو من إخراج مغيل آنخيل
توبيان وساهمت عدد من المؤسسات الخاصة والرسمية الإسبانية في تمويله. ويروي الفيلم
الوثائقي طيلة 70 دقيقة التي يستغرقها النزاع في قالب إنساني محض مع تناول بسيط
للأحداث السياسية الكبرى في ملف الصحراء الغربية . وبالتالي يختلف عن الأفلام
الأخرى التي ركزت كثيرا على الجانب السياسي مع استحضار ضعيف للجانب الإنساني.
والشريط هو الثاني الذي يتم إخراجه هذه
السنة 2014، وكان الأول وهو “العودة الى الصحراء” الذي نزل الى القاعات
السينمائية خلال أبريل الماضي، بينما نزل الفيلم الجديد “الغربة” هذا الشهر،
وتعرضه بعض القاعات التجارية مجانا من باب التضامن مع كفاح ونضال الشعب الصحراوي
وقضيته العادلة
وهذا الفيلم ينضاف كذلك الى أفلام أخرى جرى إخراجها خلال السنوات
الأخيرة وأبرزها “أبناء الغيوم” الذي أنتجه الممثل خافيير بارديم صاحب الأوسكار.
وارتفعت وتيرة هذه الأفلام بسبب سهولة العرض في الملتقيات وكذلك في وسائل التواصل
الجديدة مثل يوتوب والفاسبوك
و تعتبر
هذه الافلام سلاح إعلامي حقيقي كون الفيلم الوثائقي يقدم القصة الكاملة للحدث، من
وجهة نظر صاحبها، وبالتالي تحمل خطابا متكاملا وهي اذا واجهة من واجهات الصراع بين الصحراويين
و دولة الاحتلال المغربية التي أدركت مؤخرا أهمية تلك الأفلام الوثائقية، حيث أعلنت وزارة الاتصال
خلال أكتوبر الماضي فتح باب إنجاز أفلام حول الصحراء الغربية بهدف تضليل
الراي العام و الدفاع عن ما يسمى بوجهة نظرها من الصراع مخصصة ميزانية سنوية تقدر بمليار و500 مليون
سنتيم. وتنتظر تلك الوزارة إنجاز الأفلام
الوثائقية الأولى منتصف السنة المقبلة،