مقال : شهداء الواجب الوطني الشهيد ميشان




بقلم بابوزيد لبيهي
ميشان محمد لمين ابراهيم لحبيب ميشان
شهداء الواجب الوطني
ميشان محمد لمين ابراهيم لحبيب ميشان اسم ارتبط بالثورة في الساقية الحمراء وواد الذهب ضمن أسماء شهداء آخرين تحت عنوان شهداء الواجب الوطني . الشاب الصحراوي الذي يبلغ 26 ربيعا سقط في ميدان الحرية والتحرر أثرا الشهادة على الاستعباد والذل الذي تحاول أجهزة الاحتلال المغربي فرضه كامر واقع كل يوم على الإنسان الصحراوي هكذا اختار القدر الشهادة لمشيان خلال أحداث الداخلة المحتلة يوم الاحد 25 سبتمبر سنة 2011
ولد ميشان بمخيمات العزة والكرامة في أحضان عائلة صحراوية مناضلة عرفت وشهد لها بتاريخ كبير من التضحية والوطنية حيث تشبع الفقيد بالوعي الثوري واحتسى المسؤولية اتجاه الوطن وتشبث حبا به ، إلحاق ميشان بالجزء المحتل من الوطن حيث كان دائم الإيمان بالثورة من اجل الحرية والاستقلال وعاش حياته من اجلها وفي سبيلها قدم روحه قربانا اوهكذا اختار القدر له .
كنت من المحظوظين يوم أمس حيث وقفت على قبر الشهيد في زيارة نظمتها العائلة الميشانية ومجموعة من المناضلين منهم رفاق الشهيد ميشان وعائلة الشهيد حسنا الوالي الملتحق أخيرا بقوافل الشهداء حيث جمع القدر هذا الاخير برفيقه ميشاني كما جمعتهم القضية الوطنية قبل ذلك وان اختلف الزمن وسيناريو النازلة إلا أن الجغرافيا توحدهم كما توحدهم قناعات راسخة ومتجذرة في كيان كل صحراوي مسؤول.
الزيارة وان كانت رمزية من حيث الشكل ، ولكن مضمونا تحمل أعمق واكبر آيات و نبل والقداسة فحب الوطن وسلطان الشهداء هو الذي جمع بالأمس تلك الزمرة الخيرة من أبناء الوطن مستحضرتا جراح الوطن وآلامه في موعد سطرت فيه جماهير الداخلة المحتلة وقفت زمن مع الذاكرة في أسمى فعل ياكد من خلاله عزمه مواصلة الدرب وعدم التنكر للشهداء.، فالوقوف على قبور أجمل ما في البشرية وأقدسها أولئك الذين اثروا المجد على حياة الذل والمهانة أولئك الذين اختاروا ان ينيروا درب الأرامل والثكلى والمستضعفين وفي سبيلهم قدموا الروح قربانا لذلك شهدائنا البررة ليعد من بعض الوفاء بالعهد وعدم التنكر لهم ونسيانهم ، على الاقل ربما تترسخ في الذاكرة مفاهيم الوطنية والثورة والتحرر ويتوقف الانسان مع الزمن في لحظة عودة الى ملامسة الواقع وتشخيص القدر فيحاول تجميع قواه للوصول الى نقطة اخرى تقربه من النهاية وتذكره ذائما بالمسؤوليات الملقات على كاهله والجاثمة عليه.
ان الذي يقف خائبا اليوم هم الذي سعى الى غير ذلك ، الذي رضي بالعبودية وقبل الاهانة وباع الكرامة واني لأجدهم في أسى وحزن بالغين يموتون به وبسببه الف مرة في كل يوم، هنئا إذن شهدائنا على خياركم وقراركم هنئا لمن لم يرضي بغير العظمة والشموخ فوق الارض واختار ان يبقى عظام في جوفها ...
هم الذين عرفوا الوطن وعرفهم التاريخ ،هم من لم يعرفوا الذاتية ولا المصلحة ولا اي من تلك المبادئ المتعفنة والمتخلفة التي تنتشر في مجتمعات اليوم كانتشار النار في الهشيم ولعلي استحضر اللحظة بعض أدبيات عريس الشهداء الولي مصطفى السيد التي من اجلها سقطوا جميعا من اجل السمو والنبل والقداسة من اجل الإنسان ومن اجل الوطن اختاروا طريقهم وعزموا فيه وهم في قناعة راسخة بما قاله عريسهم حينما قال : " نحن شعب كسائر الشعوب النابعة من أصل عربي، ومن الجزيرة العربية، التي مرت بمراحل البداوة والفلاحة والتنظيمات السياسية الممثلة في الدول. نحن شعب خرجنا من الجزيرة العربية يحمل راية الدين الإسلامي، مثل سائر الجيوش العربية والإسلامية، التي خرجت لهداية البشرية جمعاء إلى الطريق السوي، والقضاء على عبودية الإنسان واستعباده من كائنات أخرى أحط من أن تكون معبودة. إننا نعتمد ـ في مواجهة الاستعمار الأسباني ـ على الأساس الأصلي، الذي أتينا منه والذي أتينا من أجله، اللغة العربية والدين الإسلامي".
ربما من هنا يظهر جليا عظمة الرسالة التي سقط من اجلها هولاء الشهداء كما تظهر طهارة الثورة التي امنوا بها ، ان خلاص الإنسانية جمعاء من هذه الأمراض المستشرية في جسمها على الاقل من الناحية الأخلاقية والتي تطمس مثاليتها وتحول دون بروز مثلها العليا من ما ادى الى حالة الموسوخ والابتذال هذه ربما لتكمن في هذا الشعب القليل عددا والكبير في يحمل من ادبيات سامية ومثالية ولهذا السبب لم يكن الاعتداء عليه من طرف خبثاء العالم وقواه الرجعية عبثا بقدر ما كان ممنهج و مدروس وبقدر ما كان الحيف والإبادة والظلم الذي مورس عليه مقصودين ، ولعل أساليب الطغاة التي استعملوا كانت تاكيدا ودليلا على ذلك كما جاء ايضا على لسان الإنسان الولي مصطفى السيد أول الإنسان لانه استحق ذلك في كامل تجليات هذه الكلمة من معنى حيث قال : : "إن الاستعمار عبر مائة عام والأنظمة الرجعية، التي تقف بجانبه، كانت تركز على أساس محو صبغة الشعب العربي في الساقية الحمراء ووادي الذهب. لقد قسمونا إلى جنسيات متعددة، وقبائل متعددة، وقسموا القبيلة إلى عروش متعددة، وقسموا العائلات إلى اتجاهات متعددة. كانت هذه هي ظروف انطلاقة الثورة في عام 1973. كذلك حطموا مكتسباتنا الوطنية وثرواتنا. كانت لدينا ثروات حيوانية ذهبت حرب 1956 و1959 بأكثر من 75% منها، وأرجعونا بلا ممتلكات، وعندما رجعنا إلى المدن، وجدناها تحت الأيدي الأجنبية، التي كانت تخطط لإبقائنا شعباً متسولاً".
هكذا كان المصير مشترك بين ميشان والوالي وسعيد دمبر وبلا ول احمد زين وانا وانت ايضا عزيزي القارئ وعلى مجموعة من المرتكزات قامت ثورتنا المجيدة وسيبقى وان تطلب الامر جثتي أوجثتك واجسامنا جميعا لاننا في الاخير نتفق على ان نجاح الثورة حتمية لا مفر منها ونقطة النهاية لهذا الطريق كما اشار زعيم ثوار حين قال : : "الثورة أعلنت في الساقية الحمراء ووادي الذهب لأنه لا يوجد شعب. حتمياً موجود هذا الشعب بكيانه له حضارته ومبادئه وأفكاره وتنظيماته، على رغم خطط الاستعمار والرجعية وعلى رغم الجنسيات المتعددة والقبائل المتعددة". هكذا امن ميشان وحسنا والدودي ولمباركي وسعيد دمبر والناجم الكارحي ورشيد المامون الشين ....وانا وانت كذلك تحت كل الظروف ورغم كل المبرارت لا المقنعة او الغير ذلك...
وهكذا خط شعب الصحراء الغربية طريقه الذي أنير بفضل تضحيات شهداء الواجب الوطني لنرث منهم عهدا و واجبا جاثما على اجسادنا وعلى كاهل كل صحراوي واسع الافق فنحن اليوم رهان شهدائنا واسباب ثورتنا. صحيح ان الواحب ثقيل كما يقال ولكنني اجد من الصواب الاتفاق مع مقولة لأحد القادة اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية حين كثفة الولايات المتحدة ضرباتها على اليابان قال مخاطبا جنوده في لحظة يأس وانهار :" الواجب ثقيل كالجبل ولكن موت الجندي خفيف كالريشة "
بالفعل موت الجندي خفيف كالريشة ولعل في قادم الأيام سيسدل الستار عن الكثير من الجنود او هكذا توحي المعطيات على الاقل حيث باتت العودة الى حمل السلاح تلوح في الأفق بسبب خطاب المغرب المفلس وبسبب تعنته امام الشرعية الدولية وكذلك عجز الامم المتحدة في اجاد حل سياسي سلمي يضمن الكرامة للانسان الصحراوي كما يصمن الحق الغير قابل للتصرف في تنظيم الاستفتاء تقرير المصير و الاستقلال ولكن فشل الامم المتحد بعد ازيد من 23 سنة من الجمود والبرود في القيام بدورها في المقابل تتفاقم معانات الصحراوين كل يوم وتزدد بسبب ممارسات الاحتلال المغربي واسلوبه القمعي في التعامل مع الانسان الصحراوي ومواصلته لمسلسل الاضطهاد والاستعباد والممنهج اليومي والاعتيادي ضد الصحراويين..
كلنا ميشان اذن وكلنا الولي مصطفى السيد الى حين تحقيق الحرية والاستقلال ولن نقبل في يوم من الايام بالمهادنة والاستكانة مع الاحتلال ولا المصالحة والركون والارتماء في حضن الجلاد المغربي بقدر ما نحن على استعداد تام لان تكتب على قبورنا يافطات من رخام تحمل نقش كتب عليها " هذا قبر الشهيد فلان " ويأتي يوم يزورنا فيه احرار الاجيال القادمة فيقرونا على قبورنا الفاتحة ويشعرون بالذنب ايجاهنا...
25/12/2014

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق