تسريب جديد, يتعلق هذه المرة بالمدعو "أحمد الشرعي" و هو "إعلامي" صهر لأحد الشخصيات المقربة جدا من محمد السادس و يملك ثورة ريعية عن طريق وكالة إشهارية ورثها. و هو أيضا مالك جرائد مقربة من الملك محمد السادس عبر الشركة المسماة Maroc Telematique منها: الأحداث المغربية و جريدة L'Observateur du Maroc و مواقع عدة مثل Kifache Info و على ما ما يبدو أيضا موقع Quid.ma نظرا لدفاع الأخير المستميت عن هذا الشخص و هجمته الشعواء على الأمير هشام. و يملك كذلك إذاعة Med Radio. و يقدم الشرعي نفسه في الإعلام على أنه "باحث" و عضو في منظمات فكرية أمريكية (Think-Tank) رغم أنه لم يسبق و أن أفصح لنا عن أي مؤهلات اكادمية يتوفر عليها بما في ذلك في البيوغرافية الرسمية له في مواقع المنظمات الأمريكية التي ينتمي لها حيث يقدم نفسه فقط كإعلامي "براز". و يسميه البعض في الصحافة المغربية "إمبراطور الإعلام المغربي". و طالما هاجم الأمير هشام متهما إياه بكل الأنعات...و كان كذلك من بين أسباب التي أقصي بسببها الصحفي علي عمار من جريدة Slate Afrique الفرنسية حسب تقارير إعلامية.
(الصورة: أحمد الشرعي في لقاء مع ماك كاين و سفير الولايات المتحدة بالمغرب السابق صامويل كابلان)
إلا أنه أصبح من الواضح اليوم, و كما كان يشاع سابقا, على أن أحمد الشرعي (و بالتالي المنابر الإعلامية التي يملكها) يشتغل مع جهاز المخابرات الخارجية DGED الذي يديره صديق محمد السادس و زميله في الدراسة في المدرسة الخاصة بالقصر, ياسين المنصوري.
و حسب التسريبات فحين طلب أحمد الشرعي أن يقابل Jean-François Copé إقترحت عليه سكريتيرته Sarah Junqua أن يقابله يوم 2 يوليوز 2008 في البرلمان الفرنسي. و حينها بعث الشرعي إيميلا لمراد الغول (مدير ديوان ياسين المنصوري) طالبا منه أن يهيئ له لهذا اللقاء صندوقي هدايا واحد ل Jean-François Copé و الأخر لمستشارة ساركوزي آنذاك Valérie Hoffenberg و هي من أصول يهودية و تعتبر من أعتى المدافعين عن إسرائيل في فرنسا حيث كانت عارضت مقترح إنضمام فلسطين للأمم المتحدة مما أدى إلى إقالتها من مهامها كمكلفة بالشرق الأوسط. و كانت أيضا ترأس المظمة اليهودية-الأمريكية في فرنسا.
(الصورة: Valérie Hoffenberg رفقة نيكولا ساركوزي و هو صديق حميم للملك محمد السادس)
و سربت إيمايلات عديدة إلى حد الساعة حول هذه الشخصية, و قد إعترف الشرعي على صفحات جريدته L'Observateur du Maroc على أن حساب إيميله تمت قرصنته و كان في أواخر شهر شتنبر قد عمم إيميلا على مراسيليه يخبرهم فيه بأنه يغير إيميله و كان ذلك قبل بداية التسريبات.
و في هذه الإميلات يظهر عمل الشرعي و علاقته المستمرة ب ياسين المنصوري و مدير ديوانه مراد الغول. حيث يخبر الشرعي La DGED بكل تحركاته و يطلب منهم مساعدات في جميع تحركاته التي تتعلق بالخارج. فمثلا يطلب منهم تسهييل لقائهم بمستشارين لمحمد السادس أو إخبارهم بأن يحضرو هدايا لشخصيات أجنبية أو يحجزو لهم فندقا أو يبعثو لهم بسائق عند وصولهم للمغرب. و يبدو من هذه المراسلات أن جهاز المخابرات الخارجية كان يدفع مصاريف الفنادق الفاخرة مثل La Mamounia و Sofitel و يعطي هدايا للعديد من الشخصيات الأجنبية خصوصا تلك المقربة من اليمين المحافظ المعادي للإسلام مثل صحافيي Fox News و اللوبي الصهيوني المنتمي لليمين المتطرف الإسرائيلي و سياسيين فرنسيين بنو سمعتهم الإنتخابية على معاداة المهاجرين المغاربة.
و في رسائل لاحقة هذه المرة مؤرخة بتاريخ 18 يوليوز 2008 يذكر الشرعي أنه إلتقى ب Jean-François Copé و Poniatowski في باريس و القدس المحتلة بإسرائيل. و في رسالة أخرى مؤرخة في 22 دجنبر 2008 يطلب الشرعي من مراد الغول (مدير ديوان ياسين المنصوري) أن يبعث له بهدية لكي يعطيها ل Jean-François Copé و Valérie Hoffenberg حيث يقول الشرعي بأن الإثنان سيقضيان عطلة آخر السنة بمراكش و سيلتقيان به في عشاء يوم 27 دجنبر لذلك فهو يحتاج أن يعطيهم هدايا.
و للتذكير ف Jean-François Copé من أصل يهودي روماني و إسمه الحقيقي Copeloveci لكن أبوه غيره ليصبح أكثر قربا من الفرنسية. و هو سياسي من اليمين الفرنسي UMP الذي يحبه كثيرا الملك محمد السادس حيث أن أغلب أصدقائه و شركاء أعماله الفرنسيين داخل و خارج المغرب ينتمون لهذا الحزب.
و للتوضيح فهرم "المخابرات" الخارجية المغربية يتكون من ياسين المنصور كمدير و مراد الغول كمدير دوانه و سكريتيره الخاص و "الجنرال" عبد الجبار العزاوي كنائب عن المنصوري و "ممثل" للجيش داخل هذا الجهاز.
و رغم كل هذا السخاء الذي يزعم الشرعي و المنصوري أنهم يفعلوه ل "خدمة القضية الوطنية" إلا أنه لم يعرف لا ل Copé و لا ل Hoffenberg أي موقف في صالح مغربية الصحراء...بينما يدلدل لسانهم حين يتعلق الأمر بإسرائيل او حين يتعلق الأمر بمهاجمة الإسلام. و تشير كل المعطيات إلى ان هذا "التخلويض" للمخابارات المغربية هو فقط لتلميع صورة محمد السادس و سياساته و أفكاره كما يفعل في أي دولة ديكتاتورية في إفريقيا و تبقى مصالح الشعب المغربي دون مدافع بينما مصالح الملك محمد السادس هي الأولوية الأولى و الأخيرة و لو تعارضت مع مصلحة الشعب.
يوسف بن مخلوف
1 دجنبر 2014