تسريبات @Chris_coleman24: المزيد من اسرار المخزن


 تسريبات كريس كولمان : المرصد ميديا
يستمر حساب "المجتهد" المغربي (نسبة لمسربي أسرار السعودية و الإمارات في تويتر) كريس كولمان في تسريب الوثائق السرية للأجهزة عدة من المخابرات و الخارجية المغربية. و بعد حملة التبليغ التي طالته مؤخرا من طرف مخابرات الخارجية DGED على أقرب تقدير و التي أدت إلى إلغاء حسابه في مواقع عدة ك 4share فقد غير من إستراتيجيته.
فقد جمع ملفا كبيرا من أكثر من 200MB  محمي بكلمة سر و وضعه في موقع التحميل و قال أنه سيعلن عن كلمة السر للعموم بعد أيام. و ذلك لتفادي حملات التبليغ التي تعطل روابطه. و حجم الملف يوحي بكمية التسريبات المتوفرة لدى هذا الشخص أو مجموعة الأشخاص.
و منذ ظهور الحساب, تعاملت المنابر الإعلامية المغربية بغرابة شديدة مع التسريبات. فبعد فترة تراوحت فيها ردود الأفعال بين الصمت و التناسي خصوصا في الصحافة الناطقة بالعربية, غطت الصحافة المغربية التسريبات بحذر شديد و سطحية كبيرة في التعامل. ففي الفترة الأولى إقتصرت ردود الأفعال على الصحافة الفرنكوفونية, حيث عمدت إلى التقليل من شأن التسريبات و صرحت أن الأمر يتعلق بهاوي إستطاع الدخول إلى حساب مباركة بوعايدة و عميل المخابرات و رجل الأعمال و الإعلامي أحمد الشرعي (صاحب الأحداث المغربية  و موقع Kifache و Quid و راديو Med Radio و كذلك مجلة L'Observateur du Maroc) و قام بنشر صورهم الخاصة. و أرادت إذن هذه المنابر أن تقنع نفسها بأن المشكل بسيط و صغير و سيتم إقفال القوس بشكل سريع.
إلا أن تسريبات كولمان اللاحقة بينت على أن العملية أضخم بكثير. فكان كولمان أن صرح أنه يتوفر على حوالي 6 GB `من الإيمايلات المسربة, تتراوح تواريخها بين 2014 و 2007. و تبين فيما البعد أن هناك شخصيات عديدة معنية بهذا التسريب و ليس فقط مباركة بوعايدة و مزوار الذان تركز عليها الصحافة المغربية التي ربما تخشى ان تتحدث عن أشخاص مقربين من الملك محمد السادس مثل ياسين المنصوري و أحمد الشرعي و أسية بنصالح-الزمراني  و عبد الملك العلوي إلخ...
و حتى الآن نعرف أن كولمان إستطاع الدخول إلى إيميلات الحسابات التالية:
* مراد الغول: مدير ديوان ياسين المنصوري رئيس المخابرات الخارجية  DGED و صديق الملك محمد السادس الحميم و زميله في الدراسة في إعدادية القصر رفقة الهمة و بنسودة و و بن يعيش و الشرايبي و آخرين. و بحكم منصب الغول فإن غالبية مراسلات و علاقات المنصوري تمر عبر الغول. و هو يتوفر على أكثر من إيميل إستطاع كولمان الدخول إلى إثنان على الأقل واحد إسمه Molva Canal و الآخر Levalois.
*أحمد الشرعي: وريث لشركة إعلانات في الشارع (Maroc Telematique) تشبه شركة منير الماجيدي FC Com —أي أنها تعتمد على تراخيص من البلديات مثيرة للجدل لكي تبيع مساحات إعلانية—و صهر لأحد الشخصيات المقربة جدا من الملك محمد السادس. و هو كذلك إعلامي يملك منابر ذات خط تحريري غريب يمكن القول أنه يعتمد في مجمله على إثارة الغرائز الجنسية مثل الأحداث المغربية و Med Radio. و حسب التسريبات فالشرعي كان هو ركيزة خطة المنصوري في الترويج الإعلامي (او البروباغندا) لسياسات الملك محمد السادس داخليا عبر وجوده الإعلامي و خارجيا عبر مأجوريه من صحفيين أجانب (فرنسيين بالخصوص) و كذلك دخوله لبعض منتديات الفكر (Think Tank) الأمريكية لمحاولة التأثير من داخلها على بعض صناع قرار مستعملا في ذلك أساليب إغراء مادية. و يبدو أنه كان يتبع تعليمات الملك محمد السادس بحذافرها في الترويج لقضية الصحراء. أي أن الخطاب يرتكز من جهة على محاولة تصوير البوليساريو كحليف لشبكات الإرهاب و التهريب في الساحل (Mujao - AQIM ) و من جهة أخرى إغراء الأجانب بصورة نمطية عن المغرب معتمدين على السياحة و تحرير المرأة و التركيز المفرط على الغرائز الإستشراقية. و كذلك محاولة كسب ود الرأي العام العالمي عبر إظهار مساندة للإسرائيل و لليهود و ذلك لتصوير المغرب كبلد متسامح...
*مدير ديوان صلاح الدين مزوار: و ليس حساب مزوار الشخصي كما تنقله منابر إعلامية مغربية عديدة التي يظهر أنها لم تستقصي الخبر بجدية. فجميع ما سرب حتى الساعة يظهر أن الحساب الذي إخترق هو لمدير ديوان مزوار أو أحد معاونيه المقربين مثل "السيمو" مثقال.
*حساب زوج مباركة بوعايدة أو حساب مباركة بوعايدة شخصيا.
*حساب كنزة العلوي: و هي على ما يبدو إبنة أخ الوزير السابق "مولاي" أحمد العلوي وزير الإعلام في وقت الحسن الثاني الذي قضى عقودا في منصب وزير و لم يخرجه من هذا المنصب إلا الشلل في آخر عمره. و كان هو مالك جريدة Le Matin التي تروج لصورة الملك في المغرب. و أرملته أسية بن صالح الزمراني (و تسمي نفسها اليوم "أسية العلوي") هي مقربة جدا من الملك محمد السادس و قد عينها ك "سفيرة متنقلة" لتمثيله. و قد ورثت عن زوجها فن الترويج لصورة الملك فهي مكلفة بالترويج لسياسات الملك محمد السادس لدى الإعلام الأنجلو ساكسوني. و إبنها "مولاي" عبد الملك العلوي هو من خلق مؤخرا موقع Huffington Post Maroc و يبدو أنه أيضا يشتغل بصفة مقربة جدا من مخابرات الخارجية La DGED. التسريبات التي تعني أسية بن صالح و إبنها و إبنة أخ زوجها تلمح إلى أن لأسية بن صالح صفقات مالية مشبوهة بالخارج. فحسب التسريبات فقد باعت بن صالح شقة لها بالخارج و طلبت تحويل الأموال إلى المغرب على دفعتين لعدم إثارة شبهات مدير البنك. و تدل أيضا على أنها تتوفر على إستثمارات في البروصة بالولايات المتحدة و لا نعرف إن كانت كل هذه الأموال قانونية و ما مصدرها. خصوصا و نحن نعلم أن زوجها كان يسير جريدة Le Matin بطريقة مشبوهة...
و خلافا للإشاعات, لا يعرف إن تم فعلا إختراق حساب عمر هلال سفير المغرب لدى الأمم المتحدة. لأن الوثائق المسربة التي تعنيه كانت عبارة عن وثائق مطبوعة أو فاكسات و ليست إيميلات. و غالب الظن أن أصل هذا التسريب ليس إيميل عمر هلال بل إيميل أحد شخصيات في المخابرات الخارجية و التي نعلم أنها هي من يدير فعليا وزارة الخارجية. أو ربما إيميل ممثل La DGED في سويسرا الذي تمر عبره جميع المراسلات. و قد يتعلق الأمر حتى بتسريبات ورقية أي أن أحدا باع هاته الوثائق لجهة ما. و ليست هذه الفرضية بالمستبعدة إذا ما إستحضرنا درجة الفاسد المعمم و الممنهج و تفشي الرشوة و منطق "الإستنفاع" على جميع مستويات الدولة المغربية. و لدينا دلائل تاريخية على وقوع هذا فيما قبل. ففي التسعينات كان هشام المنضاري و هو عضو في الديوان الملكي و كان أيضا مقربا من المديوري حارس الحسن الثاني يبيع الوثائق للمخابرات الجزائرية و إعترف هو نفسه بهذا. نعلم جدا اليوم أن حتى أحمد الدليمي كان عميلا للمخابرات الجزائرية, حيث تبادلا العديد من الخدمات منها تسليم الجزائريين لمعارضين مغاربة و الإيقاع بهم. و دون هذا في العديد من المؤلفات.
و نفس الأمر ينطبق على فاضل بنيعيش, صديق الملك محمد السادس و زميله في الدراسة و سفير المغرب حاليا في مدريد رغم توفره على الجنسية الإسبانية. فالوثائق المسربة التي تعنيه لا تدل على أن حسابه الشخصي قد إخترق بقدر ما تدل على أن مصدرها هو المرسل-إليه و قد يكون شخص نافذ في المخابرات الخارجية DGED و لعله مراد الغول نفسه أو تسريبات ورقية باعها أحدهم لجهة ما.
أما تسريبات مراسلات الملك الشخصية فمصدرها على اقرب تقدير هو أيضا المخابرات الخارجية La DGED و ربما يكمن منبع التسريب في هذا الجهاز أو ربما أن الأمر أخطر إن تم إختراق الديوان الملكي نفسه. و ليس هذا بالمستبعد إذ أن هذا الجهاز يشتغل بطريقة بدائية و غالب أعضائه من أبناء النافذين ورثة المناصب و الذين لا تتوفر فيهم أدنى شروط الكفائة في غالب الأحيان.
و وردت في الصحافة المغربية تعاليق و تخمينات غريبة حول مصدر التسريبات. و تردد كثيرا القول بأن الأمر يتعلق بقرصنة ل "قاعدة بيانات" الخارجية. و هذا يتجاهل طبيعة التسريبات و طبيعة عمل الخارجية. فمن جهة التسريبات خصت حسابات إيميلات شخصية في Hotmail, Yahoo و Gmail أي لا علاقة بتاتا بالخارجية أو نظامها المعلوماتي الداخلي. و من جهة أخرى دائرة التسريبات شاسعة أي تصل لأشخاص مثل كنزة العلوي إبنة أخ "مولاي" أحمد العلوي و أشخاص مثل أحمد الشرعي و أشخاص من La DGED أي أن الأمر لا يقتصر على الخارجية. إضافة إلى ذلك فمعظم الوثائق السربة ترجع لتواريخ سبقت بسنين أو شهور تولي مزوار أو بوعايدة أي منصب في الخارجية.
محمد السالمي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق