لازال حساب "كريس كولمان" يعري اجهزة المخابرات المغربية ويكشف عورتها بإسقاط عملائها تباعا ، فلا يمضي يوما دون ان يفجر قنبلة من العيار الثقيل، تصبح ولزمن غير قصير حديث الألسن وموضوع الساعة مثل ما اقدم عليه مؤخرا بعد كشفه عن وثيقة عبارة عن مراسلة بين سميرة سيطايل، مديرة قسم الاخبار بالقناة الثانية، وعدد من الصحفيين والرياضيين و الشخصيات العمومية المغربية.
وحسب الوثيقة، المسربة من طرف صاحب حساب "كريس كولمان"، فإن سميرة سيطايل بعثت، برسالة إلى عدد من الإعلاميين، تؤكد من خلالها على أن القناة الثانية ستشرع في إظهار الحركات الإجتماعية، على أنها جاءت نتيجة زواج غير طبيعي بين جماعة "العدل و الإحسان"، و قوى اليسار بالمغرب، كما حدث في إيران خلال نظام حكم الشاه، عندما تحالف اليمين المتطرف و اليسار لقلب نظام الحكم .
وكان من بين الشخصيات التي راسلتهم سميرة سيطايل، البطل المغربي في رياضة الجيدو، عادل بلكايد، الذي قام بدوره بإرسال نفس الرسالة إلى مراد الغول، مدير ديوان ياسين المنصوري، مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات.
وما يزيد من تورط سميرة سيطايل في القضية، هو تزامن رسالتها مع فترة الحراك الإجتماعي بالمغرب (18 مارس 2011)، قبل إقرار الدستور الجديد.
وكان حساب "كريس كولمان"، قد خلق ضجة كبيرة و ارتباكا لدى العديد من الجهات الرسمية المغربية، التي لم تنفِ صحة ما يُنشر من تسريبات.
وكان مصطفى الخلفي وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، قد أقر ضمنيا بصحة ما يتم نشره عبر حساب "كريس كولمان"، حين قال في ندوة صحفية: انها "من عمل جهات معادية للدولة المغربية و تهدف الى الاساءة الى صورة المغرب".
ولم يسلم عدد من السياسيين على رأسهم صلاح الدين مزوار وزير الخارجية والتعاون، من "قنص" "كريس كولمان"، بعد تسريب العديد من مراسلاته الخاصة و الحكومية، إضافة إلى مراسلات عدد من الصحافيين و الإعلاميين كرضوان الرمضاني، الذي كان يقترح بعض الأسماء الصحفية على أحمد الشرعي مالك يومية "الاحداث المغربية" واذاعة ميد راديو" و"لوبسيرفاتور" و"كيفاش"، من أجل تشغيلهم ضمن مشروع إعلامي جديد،
تسريبات "كريس كولمان" اصبحت اليوم الموضوع الاول لنقاشات المجتمع المدني المغربي وابرز عناوين صحافته بعدما حاول جاهدا النظام السياسي المغربي التغاضي عنها بعد فشل محاولته اغلاق حساب كريس كولمان على صفحته الشخصية بتويتر كما فعل بحسابه على الفيسبوك و الاكيد ان المستفيد الحقيقي اليوم هو الشعب المغربي الذي سوف تتضح امام اعينه حقيقة الكثيرين ممن إدعو الدفاع عن مصالحه والمنافحة عن حقوقه .